مرض الجذام

مرض الجذام، والذي يعرف أيضاً بمرض هانسن، هو مرض قديم للغاية ولكنه ما زال متواجد إلى الآن في أكثر من ١٢٠ دولة في العالم، بدرجة تصل إلى قرابة ٢٠٠,٠٠٠ حالة سنوياً.

يتركز الآن مرض الجذام في المناطق المدارية (الاستوائية)، مثل الهند وأندونيسيا والكونغو الديمقراطية وإثيوبيا وموزمبيق.

اشكال مرض الجذام وانواعه تختلف بحسب عدد المناطق الجلديّة المُصابة، وأيضاً بحسب نوع الأعراض التي يُعاني منها المريض.

 يتسبب في هذا المرض نوع من البكتيريا تسمى البكتيريا المتفطرة الجذامية، وهي نوعان: (Mycobacterium leprae) و (Mycobacterium lepromatosis).

ورغم أن النوعين مختلفان، إلا أنهما يتسببان في نفس الأعراض تقريباً. تتركز الأعراض في الجلد والأعصاب الطرفية والأغشية المخاطية للجهاز التنفسي العُلوي.

 بخلاف الشائع، فإن مرض الجذام ليس مُعدياً بدرجة كبيرة، ولا ينتقل بمجرد اللمس أو الاقتراب، وإنما ينتقل من خلال الرذاذ الخارج من الفم أو الأنف مع المخالطة الطويلة، حيث لا ينتقل من خلال كميات بسيطة فقط.

في هذا المقال سنتحدث عن اشكال مرض الجذام وانواعه، وأعراضه وكيفية تشخيصه وعلاجه والوقاية منه.

اشكال مرض الجذام وانواعه

يتم تصنيف مرض الجذام بحسب عدد المناطق الجلدية المصابة إلى شكلَين هما:

١-الجذام قليل العِصِيّات:

يعاني المريض المصاب بالجذام قليل العصيات من ٥ مناطق جلدية مصابة على الأكثر. ويصعب الحصول على بكتيريا عند أخذ عينة من هذه المناطق.

٢-الجذام متعدد العٍصِيّات:

يعاني المريض المصاب بالجذام متعدد العصيات من أكثر من ٥ مناطق جلدية مصابة. ويمكن الحصول على بكتيريا عند أخذ عينة من هذه المناطق.

يمكن أيضاً تصنيف الجذام بطريقة أخرى، وهي حسب الأعراض التي يشتكي منها المريض، فيُصنف إلى ٣ أنواع هي:

١- شبيه السُّلّ: 

هذا النوع هو أخف أنواع الجذام من حيث حدة وخطورة الأعراض، حيث تقتصر أعراضه على عدد قليل من البقع الجلدية باهتة أو داكنة اللون. وقد يعاني من تنميل في مناطق هذه البقع بسبب تضرر أعصابها. كذلك هذا النوع أقل الأنواع من حيث قابلية العدوى.

٢-الجذام الورمي:

هذا النوع أشد من النوع الأول، حيث يعاني المريض من عدد أكبر من البقع الجلدية المصحوبة بتنميل وفقدان الإحساس. 

كذلك قد تتأثر الكليتين والأنف والأعضاء التناسلية للذكور ويصاب المريض بضعف عام للعضلات. هذا النوع مُعدي بدرجة أكبر من شبيه السل.

٣-الحَدّي:

يعتبر هذا النوع خليط من النوع الأول والنوع الثاني، حيث يحمل أعراض من كليهما.

أعراض مرض الجذام

تتركز أعراض مرض الجذام على الجلد والأعصاب الطرفية والأغشية المخاطية للجهاز التنفسي العلوي. 

أعراض الجلد:

-بُقَع جلدية باهتة أو داكنة اللون.

– يصاحب هذه البُقَع تنميل وفقدان للإحساس بسبب تضرُّر الأعصاب الموصلة لمنطقة البقعة.

-فقدان الإحساس يكون تدريجياً، ففي البداية يُفقد الإحساس بالحرارة، ثم بعد ذلك لا يُحس المريض باللمس الخفيف، ثم لا يحس بالوجع.

-عُقَيدات (Nodules) على الجلد.

-مناطق جافة وسميكة في البشرة.

-قُرح غير مؤلمة في باطن القدم.

-تساقط رموش العينين.

أعراض الأعصاب الطرفية:

-تنميل في مناطق البقع الباهتة أو الداكنة.

-مشاكل في الرؤية قد تؤدي مع تفاقم المرض إلى العمى، بسبب تضرر الأعصاب الوَجْهِيّة.

-ضعف في العضلات قد يتفاقم إلى شلل مع تطور الجذام، بالذات في اليدين والقدمين.

-تضخم الأعصاب حول الكوع والركبتين، وعلى جانبَي الرقبة.

أعراض الجهاز التنفسي العلوي:

-انسداد في الأنف.

-نزيف من الأنف.

تشخيص مرض الجذام

يعتمد تشخيص مرض الجذام على الأعراض، وبشكل أساسي الأعراض الجلدية لأنها مُميِّزَة للجذام.

أهم الأعراض هو ظهور بقع جلدية باهتة أو داكنة، وقد تكون ذات حمرة في بعض الأحيان.

هذه البُقَع يكون الجلد فيها فاقد للإحساس قليلاً أو جداً بسبب تضرر الأعصاب الواصلة هناك. 

لتأكيد التشخيص يقوم الطبيب بأخذ عيّنة من الجلد أو الأعصاب ليقوم بفحصها تحت الميكروسكوب، حتى يتمكن من رؤية البكتيريا، وهل هي المتفطرة الجذامية أم لا.

من الممكن أيضاً في حالة الاشتباه بأمراض أخرى إجراء اختبارات أخرى لاستبعاد هذه الأمراض وتأكيد التشخيص بالجذام.

كذلك يمكن عمل أشعة على العظام وعلى الأعصاب لتحديد وتقييم مدى الضرر الذي وقع عليهما.

علاج مرض الجذام

يعتمد علاج مرض الجذام بصورة رئيسيّة على المضادات الحيوية.

تُعالج المضادات الحيوية الجذام بفاعلية، وقد تختفي الأعراض الجلدية في بعض الحالات خلال سنة، ولكنها لا تستطيع أن تعكس الأضرار العصبية. 

ولذلك فإن التشخيص والعلاج المبكر مهمان للغاية لتجنب الأضرار العصبية الدائمة.

يختلف العلاج بحسب اشكال مرض الجذام، فالجذام متعدد العصيات يحتاج إلى ٣ مضادات حيوية، بينما الجذام قليل العصيات يحتاج إلى مضادين حيويين فقط. 

علاج مرض الجذام متعدد العصيات:

الخطة العلاجية للبالغين هي أن يأخذ المريض كل من:

دابسون، وريفامبين، وكلوفازيمين، مرة واحدة يومياً لمدة ٢٤ شهراً متتالياً. 

علاج مرض الجذام قليل العصيات:

الخطة العلاجية للبالغين هي أن يأخذ المريض كل من: دابسون، وريفامبين، مرة واحدة يومياً لمدة ١٢ شهر على التوالي.

نقاط عامة عن علاج مرض الجذام في مختلف الأنواع:

-بعض مرضى الجذام تحدث لهم مضاعفات، مثل وجود خُرّاج (Abscess) في العصب. هنا يكون التدخل الجراحي مهماً لتصفية الخراج، وربما حينها يعود العصب للعمل.

-يُعدّ الدواءان: مينوسايكلين، وأوفلوكساسين بديلَين عندما تكون البكتيريا مقاومة لريفامبين. وكذلك يكونان خط علاج أول في بعض الحالات المحددة.

-كما لاحظنا، فإن العلاج يجب أن يكون متعدد المضادات الحيوية في كل الحالات، وسبب ذلك هو أن العلاج مدته طويلة قد تصل إلى سنتين أو أكثر، ومع طول المدة تزداد مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، وبالتالي يستخدم أكثر من واحد لتقليل ذلك.

المصادر

إم إس دي مانيوال

منظمة الصحة العالمية

إخلاء مسؤولية

كل المقالات المكتوبة في موقع الصحة غرضها معلوماتي فقط، وليس للاعتماد عليها في التشخيص أو العلاج أو التصرّف بناءاً عليها كبديل عن طلب الرعاية الصحّية من المُختصّين.

موضوعات ذات صلة