النقرس 

النقرس هو أحد أمراض التهاب المفاصل، ويحدث هذا المرض نتيجة ترسّب كريستالات من حمض اليوريك في مساحات المفصل.

 يُعدّ النقرس أحد أقدم أمراض التهاب المفاصل، وبالتالي فهو أكثرها فهماً لدى الأطباء، وأسهلها علاجاً ووقاية.

 يصيب النقرس عادةً عظام القدم أو الكعب أو الركبة أو الكوع، ويؤدي لألم شديد.

 ولا يحدث الألم مباشرةً فور ترسب بعضاً من حمض اليوريك على المفصل، ولكنه عملية تراكمية لا تظهر آثارها في صورة أعراض إلا بعد ترسب كمية كبيرة من الكريستالات.

في هذا المقال سنتحدث عن اعراض النقرس، والأسباب التي تؤدي لحدوثه، وكيفية تشخيصه، وطُرُق علاجه، والمضاعفات الناتجة عنه.

أسباب النقرس

يحدث النقرس نتيجة ترسّب حمض اليوريك في صورة كريستالات في المفاصل. ويتكوّن هذا الحمض بصورة طبيعية في الجسم كناتج ثانوي من عملية تكسير البروتينات أثناء عملية الهضم.

 وهذا الحمض من المواد التي تذوب في المياه، وبالتالي طريقة تخلص الجسم منه هي عبر الكلى بصورة أساسية. 

عندما يحدث خلل في  توازن هذه العمليّة يزداد تراكم مستوى حمض اليوريك في الجسم إلى أن تتجمع جزيئاته معاً حتى تتشكل الكريستالات.

 عادةً يكون الخلل مشكلة في إخراج حمض اليوريك من الجسم عبر الكلى في ٨٠% من الحالات، بينما في النسبة الباقية تكون المشكلة هي زيادة إنتاج الحمض.

عوامل الإصابة

هناك كثير من العوامل التي تؤدي إلى رفع احتمالية الإصابة بالنقرس. ومن هذه العوامل:

١-الإفراط في تناول الطعام عامةً.

٢-الإفراط في المشروبات الغازيّة.

٣-شرب الكحوليّات.

٤-متلازمة تحلّل الورم.

٥-مرض الكلى المُزمن.

٦-مرض السكري.

٧-السّمنة.

٨-مرض ارتفاع ضغط الدم.

٩-أمراض الشرايين التاجية.

١٠-ارتفاع مستوى الدهون الثلاثيّة، والكوليسترول.

١١-الإفراط في تناول اللحوم والأسماك، وبدرجة أقل الوجبات المليئة بالدهون.

١٢-بعض الأدوية مثل الأسبرين بالجرعات المُسكنة (٣٢٥-٦٥٠ مجم)، وبعض مُدرّات البول، وسيكلوسبورين.

اعراض النقرس

أكثر المصابين بالنقرس لا يُعانون من أية أعراض، وتظهر الأعراض بعد ارتفاع مستوى حمض اليوريك للغاية ولمدة طويلة. هناك عدة أعراض للنقرس منها:

١-ألم في المفصل المُصاب بالنقرس، عادةً يحدث النقرس في إصبع القدم الكبير. 

في أحيان كثيرة أيضاً يحدث في أي من مفاصل القدم عامةً، أو الكعب أو الركبة. وفي أحيان أقل يحدث في اليدين أو الكوع، ونادراً ما يحدث في الكتف.

٢-عندما يكون إصبع القدم مُصاباً، عادةً يقول المريض إن البطّانيّة (غطاء الفراش الشتوي) ثقيلة للغاية على إصبعه وتُؤلمه.

٣-يشعر المريض بدفء أو حرارة في المفصل المُصاب.

٤-يحدث الألم في صورة نوَبات / هجمات مفاجئة. تظل النوبة مؤلمة للغاية لمدة تصل إلى عدة أيام حتى يزول الألم، ولكن يبقى إحساس بعدم الراحة بعدها لمدة أطول.

٥-عدم القدرة على تحريك المفصل، أو نطاق حركته يكون محدوداً.

تشخيص النقرس

يعتمد تشخيص النقرس بصورة كبيرة على تحليل البول، وتحليل مستوى حمض اليوريك في الدم. أحياناً يُحتاج لعمل أشعة، واختبار آخر لتأكيد التشخيص.

١-تحليل البول:

يُعدّ تحليل البول اختبار عام يظهر فيه عدة أشياء لتشخيص أو الاشتباه في تشخيص أمراض كثيرة مختلفة. من ضمن ما يظهر في هذا التحليل وجود كريستالات من حمض اليوريك. 

في حال ظهوره بنسبة كبيرة (يُذكر في نتيجة الاختبار أن النسبة كبيرة ولكن ليس هناك نتيجة رقمية): يشتبه الطبيب في وجود نقرس فيطلب تحاليل أخرى.

 في بعض الأحيان يُعرف وجود زيادة في حمض اليوريك بالصدفة لأن تحليل البول قد يتم إجراؤه لأغراض أخرى كما ذكرنا. 

٢-تحليل مستوى حمض اليوريك في الدم:

إذا زاد مستوى حمض اليوريك عن ٨.٥ مجم/ديسيلتر عند الذكور البالغين، أو عن ٧.٣مجم/ديسيلتر عند النساء، يُعتبر هناك نقرس حتى لو بدون أعراض، ويُحتاج للتدخل العلاجي.

٣-أشعة سينيّة أو أشعة فوق صوتية على المفصل:

عادةً يكفي أول تحليلَين للتشخيص، لكن أحياناً يُحتاج لعمل أشعة سينيّة لاستبعاد أمراض المفاصل الأخرى، وأحياناً يُحتاج لأشعة فوق صوتيّة لتأكيد وجود بلّورات حمض اليوريك على المفصل.

٤-أخذ عيّنة:

تُستخدم إبرة لسحب السائل من المفصل المُصاب لفحص البلّورات تحت الميكروسكوب.

علاج النقرس

ينقسم علاج النقرس إلى شقَّين: الأول على المدى القصير هو علاج الألم والالتهاب الذي يُصاحب الهجمة.

والثاني هو تقليل مستوى حمض اليوريك في الجسم وهو على المدى الأطول، ويعتبر هذا هو علاج مرض النقرس نهائيا.

١-علاج الألم والالتهاب:

يعتمد علاج الألم بصورة أساسيّة على المُسكنات. تُستخدم المسكنات من عائلة مضادات الالتهاب غير الستيرويديّة عادةً، ومن أمثلتها: نابروكسين، وديكلوفيناك، وسيليكوكسيب. 

يُفضّل استخدام سيليكوكسيب في حال الخوف من آثار جانبية على المعدة. 

يجب استخدام هذه المُسكنات خلال أول ٤٨ ساعة من بداية النوبة والشعور بالألم، حيث إن التأخير في استخدامها قد يُفقدها فاعليّتها.

هناك دواء يسمى كولشيسين يقوم بتقليل الالتهاب على المدى القصير وبالتالي يعالج النوبات. 

ولكن يجب استخدام مُسكّن معه في نفس الوقت لأن مادة كولشيسين قد تحتاج إلى يوم أو يومين حتى يظهر تأثيرها. 

في حال وجود مانع من استخدام هذه الأدوية، أو فشلها في علاج الألم، يمكن اللجوء لعائلة الكورتيكوستيرويدات. 

٢-علاج ارتفاع حمض اليوريك (علاج مرض النقرس نهائيا):

هناك عدة أدوية تُعالج ارتفاع مستوى حمض اليوريك مثل فيبوكسوستات، وألّوبيورينول، وبروبينسيد، وبيجلوتيكيز.

فيبوكسوستات وألّوبيورينول:

 هما الأكثر استخداماً، لا سيما في الحالات التي يزيد فيها نزول حمض اليوريك من البول. 

ويُفضل استخدام فيبوكسوستات أحياناً عن ألّوبيورينول بسبب حدوث حساسيّة متفاوتة الشدة منه عند بعض المرضى. 

ويُفضل استخدام ألّوبيورينول عن الفيبووكسوستات عند وجود مشاكل قوية في القلب والأوعية الدمويّة.

بروبينسيد:

يُأخذ في حال ارتفاع مستوى حمض اليوريك في الدم مع ملاحظة خروج كميات قليلة أو غير متناسبة منه عبر البول. يُحفّز بروبينسيد إخراج حمض اليوريك عبر الكلى.

الدواء الأخير بيجلوتيكيز يُأخَذ عبر الضخ الوريدي، ولا يؤخذ إلا في الحالات المقاومة لكل العلاجات. 

مضاعفات النقرس

ينتج عن ترك النقرس بدون علاج لمدة طويلة بعض المضاعفات مثل:

١-حصوة في الكلى:

يحدث ذلك بسبب تجمع كريستالات حمض اليوريك معاً.

٢-اعتلال كلوي:

يعني ذلك تدهور وظائف الكلى.

٣-تكوّن رواسب كبيرة:

تظل كريستالات حمض اليوريك تتجمع وتكبر البلّورة حتى يصبح المفصل منتفخاً بصورة ظاهرة للعين المُجرّدة. تُسمّى هذه الرواسب توفة (Tophus).

٤-أمراض مفاصل أخرى:

مثل هشاشة العظام، وخشونة العظام. وقد يحدث أيضاً تشوّه في المفصل.

المصادر

١-ستات بيرلز

٢-مايو كلينك

٣-ميدسكيب

إخلاء مسؤولية

كل المقالات المكتوبة في موقع الصحة غرضها معلوماتي فقط، وليس للاعتماد عليها في التشخيص أو العلاج أو التصرّف بناءاً عليها كبديل عن طلب الرعاية الصحّية من المُختصّين.

موضوعات ذات صلة