سرطان البروستاتا
سرطان البروستاتا هو أكثر أنواع السرطانات شيوعاً في الذكور، وفي الترتيب الثاني من حيث تسبُّبه في الوفيّات بين الذكور.
والبروستاتا هو عضو خاصّ بالذكور، ويقع أسفل البطن وفوق منطقة العانة.
يلعب هذا العضو دوراً مُهماً في تحويل التستوستيرون من صورته الأقل نشاطاً إلى الصورة الأعلى نشاطاً.
يتسبّب سرطان البروستاتا في أعراض مُزعجة مثل صعوبة التبوّل ونزول بول في الدم وفقدان الوزن.
في هذا المقال سنتحدث عن اعراض سرطان البروستاتا، وأسبابه، وعوامل الإصابة به، وكيفية تشخيصه وعلاجه، والمضاعفات الناتجة عنه.
أسباب سرطان البروستاتا
من غير المعروف سبب حدوث سرطان البروستاتا، ولكن بصفة عامة فإنه كأي سرطان يحدث نتيجة تغيّرات في الحمض النووي لبعض الخلايا.
هذه التغيّرات تتسبّب في نموّها بصورة غير طبيعية من حيث العدد والحجم.
ومع مرور الزمن يُصبح حجم السرطان كبيراً مما يُؤدي إلى الأعراض التي سنذكرها في فقرتها.
وفي أكثر من ٨٠% من حالات سرطان البروستاتا، يعتمد نموّ السرطان على هرمون التستوستيرون في صورته النشطة.
وبخلاف الأسباب المباشرة فهناك ما يمكن وصفه بأنه من عوامل الإصابة بالسرطان، أي أن وجوده يرفع من فرصة الإصابة به. ومن هذه العوامل:
١-التاريخ العائلي:
حيث وُجد أن وجود قريب من الدرجة الأولى مُصاباً بسرطان البروستاتا، أو مُصاباً بسرطان الثدي يرفع كثيراً من فرصة الإصابة بسرطان البروستاتا.
٢-الجينات:
وجود جينات من نوع BRCA-1 و BRCA-2 في الشخص نفسه أو في العائلة يرفع من فرصة الإصابة بسرطان البروستاتا.
٣-كِبَر السن:
يزداد شيوع هذا السرطان مع تقدّم السنّ، لا سيما مع تخطي عُمر الخمسين عاماً.
٤-العِرق:
لأسباب غير معروفة، وُجد أن السُّود يكثر فيهم الإصابة بهذا السرطان مُقارنةً بغيرهم.
٥-السّمنة:
هناك أدلّة مُتضاربة حول مُساهمة زيادة الوزن المرَضِيّة في حدوث سرطان البروستاتا.
ولكن على أي حال فإن وجود السمنة عند مُصابي البروستاتا سيُؤدي إلى زيادة حدّة السرطان، ويرفع من احتمالية تكراره بعد الشفاء منه.
أعراض سرطان البروستاتا
يتسبب سرطان البروستاتا في ٣ فئات من الأعراض:
١-أعراض انسداديّة:
تحدث هذه الأعراض نتيجة كِبَر حجم السرطان، وتسبُّب ذلك في الضغط على الإحليل (مجرى البول ).
ومن هذه الأعراض الانسداديّة:
١-صعوبة التبوُّل.
٢-الضغط على العضلات للتبوُّل.
٣-بطء نزول البول.
٤-نزول كمية قليلة من البول.
٢-أعراض عامّة:
تحدث في أنواع كثيرة من السرطان ومنها:
١-فُقدان الوزن غير المُتعمد.
٢-عدم الرغبة في تناول الطعام.
٣-إرهاق عام.
٣-أعراض انتشاريّة:
أكثر مكان ينتشر إليه هذا السرطان في حال التأخر في العلاج هو العظام.
يتسبّب ذلك في أعراض تتعلّق بالعظام مثل:
١-ألم العظام.
٢-قد يحدث كسر مع صدمة بسيطة بسبب ضعفها.
تشخيص سرطان البروستاتا
يعتمد تشخيص سرطان البروستاتا على وجود الأعراض السابق ذكرها، بالإضافة إلى عدد آخر من الإجراءات التي يتخذها الطبيب ومنها:
١-تقييم حجم البروستاتا:
يقوم الطبيب بإدخال إصبعه عبر فتحة الشرج ويصل به إلى البروستاتا ويُقيّم وزنها، فإذا شعر بها أنها مُتضخمة جداً فهذا قد يدُلّ على وجود ورم.
٢-الأشعة:
يُجري المريض اختبار تصويري على البروستاتا مثل الأشعة فوق الصوتية أو التصوير بالرنين المغناطيسي وهو الأكثر توضيحاً للتفاصيل.
٣-تقييم مستوى الأنتيجين النوعي/المُميِّز للبروستاتا:
الأنتيجين هو بروتين يُوجد على سطح الخلايا وله وظائف مُعيّنة، ولكن كذلك يكون مُميّزاً لكل نوع من الخلايا.
يتم تقييم المستوى الأنتيجين الُمميّز في حال الاشتباه بوجود تضخم حميد في البروستاتا أو سرطان.
المستوى الطبيعي لهذا الأنتيجين هو أقل من ١.٥ نانوجرام/ملليلتر. إذا زاد عن ذلك ولكن كان أقل من ٤ نانوجرام/ملليلتر يُشتبه في وجود تضخم حميد فقط.
أما إذا زاد مستواه عن ٤ نانوجرام/ملليلتر يُشتبه في وجود سرطان.
٤-خزعة البروستاتا:
الخزعة هو إجراء يتمّ فيه إدخال إبرة مُخصّصة لأخذ عينة من أنسجة أو خلايا العضو لفحصه ومقارنته بالوضع الطبيعي.
هناك اختلافات معروفة للخلايا السرطانية عن الخلايا الطبيعية.
علاج سرطان البروستاتا
تتنوّع الاختيارات العلاجية بين:
١-الجراحات:
هناك نوعين من الجراحات اللتي يُمكن إجراءها:
١-استئصال البروستاتا:
يتم استئصال البروستاتا بشكل كامل، وما يحيط بها من العُقَد الليمفاوية في منطقة الحوض، تحسُّباً لانتشار السرطان إليها.
هناك بعض المضاعفات التي قد تنتج عن استئصال البروستاتا كأي جراحة، ومن أمثلتها:
-حدوث نزيف يؤدي لأنيميا حادّة.
-مشاكل في الانتصاب.
-سلَس بَولي.
٢-استئصال الخصيتين:
في بعض الأحيان يُلجأ لاستئصال الخصيتين لأنهما مسؤولتان عن تصنيع هرمون التستوستيرون.
والتستوستيرون بعد أن يتحول لصورته النشطة يلعب دوراً مهماً في نمو السرطان، وبالتالي قد يُلطأ لاستئصال الخصيتين لوقف نموّه كجزء من الخطة العلاجية.
٢-العلاج الهرموني:
هناك عدة عائلات دوائية تنتمي للعلاج الهرموني، وكلها يهدف استخدامها لوقف فاعلية هرمون التستوستيرون النشط، من خلال وقف إنتاجه أو منع وصوله للمُستقبِلات أو غير ذلك.
تشمل هذه العائلات الدوائية:
١-ناهضات الهرمون المُطلِق للهرمون المُلَوتِن:
مثل ليوبرولايد، وجوساريلين، وهستاريلين، وتربتوريلين.
تؤدي هذه العائلة لتقليل إنتاج التستوستيرون بطريقة عكسية، حيث تتسبب في زيادة إنتاج الهرمون المُلوتِن مما يؤدي لوقف إنتاجه بسبب تنبُّه الجسم لذلك.
٢-حاصرات الهرمون المُطلِق للهرمون المُلَوتِن:
مثل ديجاريليكس. يؤدي هذا الدواء لتقليل إنتاج التستوستيرون من خلال منع الخطوة الأولى في إنتاجه التي تعتمد على الهرمون المُطلق للهرمون المُلَوتِن.
٣-حاصرات مُستقبلات الأندروجين:
وهي تترتب على أجيال مُتعددة من الأول للثالث، ومن أمثلتها فلوتامايد، وإنزولوتامايد.
تمنع هذه الأدوية التستوستيرون وصُوَره النشطة من الولوج للمستقبلات الأندروجينية مما يمنع إحداث تأثيراتها المُعتادة التي ستؤدي في النهاية لنمو السرطان
٤-مضادات إنزيم CYP17:
مثل دواء أبيراتيرون. هذا الإنزيم مُهم للغاية في تصنيع التستوستيرون، ويقوم هذا الدواء بوقف عملِه.
٣-العلاج الكيماوي:
مثل ميتوزانترون، وكابازيتاكسيل ودوسيتاكسيل. وتُؤخذ هذه الأدوية مع كورتيكوستيرويد وتحديداً: بردنيزون.
لا يُلجأ للعلاج الكيماوي في المراحل الأولى قليلة الخطورة لسرطان البروستاتا.
٤-العلاج المناعي:
مثل دواء سبيوليوسيل-t. يُستخدم أيضاً مثل العلاج الكيماوي في الحالات المتطورة فقط. يُحفّز هذا الدواء استجابة الخلايا التّائيّة المناعيّة ضد السرطان.
٥-العلاج المُوجّه:
يُستخدم العلاج المُوجّه لاستهداف أهداف مُعيّنة تؤدي لقتل الخلايا السرطانية.
ومن أمثلته: أولاباريب، وروكاباريب وهي أدوية تستهدف إنزيمات تقوم بعمل إصلاحات في الحمض النووي التالف في الخلايا السرطانية مما يمكن من استمرارها حيّة.
استهداف هذا الإنزيم يوقف هذه الإصلاحات ويؤدي لموت الخلايا السرطانية.
مضاعفات سرطان البروستاتا
تتركز مضاعفات سرطان البروستاتا فقط في جُزئيّة انتشاره إلى العظام. ينتج عن ذلك ألم وضعف في العظام قد يتطور لحدوث كسر، لا سيما مع:
١- تقدّم السنّ.
٢-وجود نقص في الكالسيوم
٣- الآثار الجانبية للأدوية التي تُعالج سرطان البروستاتا.
قد ينتشر أيضاً إلى الرئتين أو الكبد ويحدث ذلك في أقل من ٢٠% من الحالات، بينما ينتشر للعظام في أكثر من ٨٠% من الحالات.
المصادر
١-المعهد الوطني للسرطان-إحصاءات
٣- مايو كلينك
إخلاء مسؤولية
كل المقالات المكتوبة في موقع الصحة غرضها معلوماتي فقط، وليس للاعتماد عليها في التشخيص أو العلاج أو التصرّف بناءاً عليها كبديل عن طلب الرعاية الصحّية من المُختصّين.