استسقاء البطن

استسقاء البطن يعني امتلاء التجويف البطني بالسوائل بصورة غير طبيعية. ومن أهم اسباب استسقاء البطن: التليُّف الكبدي، حيث يُعد مسؤولاً عن أكثر حالات الاستسقاء البطني.

 ويحدث الاستسقاء البطني في خلال ١٠ سنوات لأكثر من ٥٠% من حالات التليُّف الكبدي المتأخرة.

يجب الانتباه المبكر للاستسقاء البطني والإسراع في علاجه لأنه قد ينتج عنه بعض المضاعفات التي تهدد حياة الإنسان.

في هذا المقال سنتحدث عن اسباب استسقاء البطن، وأعراضه، وكيفية تشخيصه وعلاجه والوقاية منه، والمضاعفات الناتجة عنه.

اسباب استسقاء البطن

يُعدّ التليُّف الكبدي كما ذكرنا أهم اسباب استسقاء البطن، حيث يتسبب في قرابة ٨٠% من الحالات. ومن اسباب الاستسقاء البطني أيضاً:

١-السرطانات الخبيثة، وتسبب ١٠% من الحالات.

٢-الفشل القلبي، وتسبب ٣% من الحالات.

٣-السُّل الرئوي، ويسبب ٢% من الحالات.

٤-الغسيل الكلوي، ويسبب ١% من الحالات.

٥-مرض البنكرياس، ويسبب ١% من الحالات.

٦-أسباب أخرى، وهي مسئولة عن ٢% من الحالات. ومن أمثلتها: ضعف التغذية الحاد، والسكري من النوع الثاني، والمتلازمة الكلوية، وغيرهم. 

أعراض استسقاء البطن

هناك عدة أعراض لاستسقاء البطن ومنها:

١-امتلاء البطن بصورة كبيرة غير طبيعية.

٢-أحياناً يكون الامتلاء مصحوباً بألم، وأحياناً لا يحدث ذلك.

٣-ضيق في التنفس إذا كان الامتلاء كبيراً جداً، وذلك بسبب ضغط السوائل على البطن.

٤-إحساس مبكر بالشبع عند تناول الوجبات اليومية.

٥-زيادة في الوزن.

٦-في حالة حدوث عدوى، تحدث أعراض أخرى كارتفاع درجة الحرارة، وألم البطن، وحصول حيرة وعدم تركيز ذهني.

٧-إذا كان مرتبطاً بوجود ورم خبيث تكون هناك أعراض مرتبطة بهذا الورم.

٨-إذا كان مرتبطا بالفشل القلبي تكون هناك أعراض مرتبطة بالفشل القلبي كوجود وذمة طرفية، أي انتفاخ أو امتلاء في أحد الساقين.

٩-وهكذا مع بقية الأمراض المصاحبة للاستسقاء البطني.

تشخيص الاستسقاء البطني

لكي يتمكن الطبيب المعالج من التشخيص السليم، يتعرف الطبيب على كل من: الأعراض، والتاريخ المَرَضي، والأدوية التي يتناولها المريض، ثم يطلب منه القيام ببعض التحاليل والاختبارات ومنها:

١- إجراء أشعة سينية، أو فوق صوتية، أو مقطعية للتأكد من وجود استسقاء في البطن.

٢-عمل ثقب في البطن (abdominal paracentesis)، وسحب عينة من  السوائل المتراكمة فيه، وإجراء عدة اختبارات عليها منها:

١-عمل مزرعة لاختبار وجود بكتيريا من عدمه، ومعرفة نوعها ثم إجراء اختبار حساسية لها لمعرفة أنسب المضادات الحيوية لعلاجها.

٢-اختبار معرفة الفارق بين مستوى الألبيومين في مصل الدم، وبين مستواه في السوائل الاستسقائية، وهو اختبار مهم لأنه قادر على التفرقة بين مجموعة كبيرة من الأسباب.

وبعد إجراء هذه الاختبارات، هناك اختبارات أخرى عندما تميل الكفة إلى سبب محدد، وذلك بغرض التأكد من وجود هذا السبب بالإضافة لمعرفة درجة خطورته وتفاصيل أخرى عنه.

علاج استسقاء البطن

الهدف الأساسي عند تقديم علاج لاستسقاء البطن هو تقليل حجم السوائل في البطن. ينبني العلاج بصورة رئيسية على: 

١-تقليل الصوديوم في الوجبات، لأنه يحتجز المياه داخل الجسم.

٢- استخدام الأدوية المُدرَّة للبول لتقليل السائل المُتراكِم في البطن. سنذكر في نهاية الفقرة أمثلة. 

٣-عمل ثقب في البطن (abdominal paracentesis)، ولكن هذه المرة بهدف إدرار كمية من السوائل لتخفيف حالة الاستسقاء.

 وهذا الإجراء يتلازم معه إعطاء كميات محسوبة من الألبيومين للجسم حتى لا يحدث هبوط مفاجئ في ضغط الدم، ويُراعى فيه التعقيم جيداً لتجنب حدوث عدوى.

٤-أما بقية خطوات العلاج فتختلف من حالة إلى أخرى تبعاً لاسباب استسقاء البطن:

أ-فعندما يكون السبب التليف الكبدي، يتم منع أسبابه، كمنع تناول الكحوليات.

ب- وعندما يكون السبب سرطاناً خبيثاً يتم تقديم العلاج المناسب كالأدوية الكيميائية، أو حتى التدخل الجراحي لاستئصاله كلياً أو جزئياً.

ج- وعندما يكون السبب فشل عضلة القلب يُعطى المريض الأدوية المناسبة لهذه الحالة مثل حاصرات مستقبلات بيتا، وغيرهم.

أمثلة على الأدوية المُدرّة للبول:

هناك دواءان أكثر استخداماً من غيرهما في حالات استسقاء البطن وهما:

١- سبايرونولاكتون (Spironolactone): وهو الدواء المستخدم في البداية، ويستخدم بتركيز ١٠٠ ملليجرام.

٢-فيوروزيمايد (Furosemide): ويُستخدم بعد فشل تقليل الصوديوم مع استخدام سبايرونولاكتون. في حالة عدم حدوث استجابة بعد أربعة إلى خمسة أيام يتم زيادة الجرعة المستخدمة من كلا الدوائين.

مضاعفات استسقاء البطن

هناك مضاعفات مباشرة وهي:

١-حدوث عدوى بصورة عفوية.

وهناك مضاعفات قد تحدث أثناء عمل الثقب العلاجي للتخلص من السوائل ومنها:

١-حدوث عدوى.

٢-اختلال في مستويات الإلكتروليتات في الدم.

٣-حدوث ثقب في القولون.

٤-نزيف دم.

٥-تضرر الكلى.

٦-فتق في السُّرَّة مع الاستسقاء البطني طويل الأجل.

الوقاية من استسقاء البطن

ذكرنا أن أهم سبب من اسباب استسقاء البطن هو التليُّف الكبدي، لذلك فالوقاية من التليف الكبدي تؤدي للوقاية بصورة كبيرة من استسقاء البطن.

يحدث التليُّف الكبدي بعد عدة عقود من التدهور في صحة الكبد نتيجة مرض كامن فيه، حيث في الغالب تكون أمراض الكبد بلا أعراض واضحة. 

ومن هذه الأمراض التهاب الكبد الفيروسي مثل فيروس بي أو فيروس سي، والتهاب الكبد المناعي، ومرض الكبد الدهني، ومرض ويلسون وغيرهم.

ولأن هذه الأمراض قد تظل كامنة لفترات طويلة بدون أعراض واضحة، تكون أول خطوة وقائية هي الفحص الدوري لصحة الكبد من خلال تحليل إنزيمات الكبد، وكذلك عمل آشعة فوق صوتية.

كذلك عند اكتشاف وجود أي مرض يجب المبادرة لعلاجه قبل حدوث تليُّف، كأخذ مضادات الفيروسات لمرض التهاب الكبد الفيروسي، والابتعاد عن الكحوليات، وأخذ العلاجات المثبطة للمناعة بالنسبة لمرضى التهاب الكبد المناعي.

المصادر

١-ستات بيرلز

٢-ساينس دايركت

٣-ميد سكيب

تنبيه

كل المقالات المكتوبة في موقع الصحة غرضها معلوماتي فقط، وليس للاعتماد عليها في التشخيص أو العلاج أو التصرّف بناءاً عليها كبديل عن طلب الرعاية الصحّية من المُختصّين.