اعراض التوحد 

التوحد (Autism)، هو الاسم القديم لاضطراب طيف التوحد (Autism spectrum disorder).

 تم تغيير الاسم من التوحد إلى اضطراب يف التوحد بسبب الاختلاف الكبير بين حالات التوحد عن بعضها واختلاف حدة المرض بشكل متباين، مما دفع لتسمية المرض بأنه طيف. 

سنستخدم مصطلح (التوحد) في هذا المقال لأنه ما زال هو الاسم الدارج والمتعارف عليه عند الحديث عن هذا المرض.

اعراض التوحد تظهر في الغالب في سن الرضاعة أو الطفولة، حتى لو كان التشخيص مُتأخراً، وهي تتمحور حول أعراض تتعلق بالقدرة على التواصل مع الغير، والتفاعل مع المتغيرات المحيطة، وأعراض أخرى مختلفة.

في هذا المقال سنتحدث عن اعراض التوحد عند الاطفال والرُضّع، ومدى انتشاره، وأسبابه، وكيفية تشخيصه وعلاجه.

ما هو التوحد

التوحد هو طيف واسع من الإعاقات العصبية المرتبطة بالدماغ ونموّه.

 يؤثر هذا المرض على قدرة الفرد على التفاعل والتواصل الاجتماعي مع غيره،  كما يؤثر على سلوكياته واهتماماته وقدرته على التكيّف مع البيئة المحيط.

ويعاني المريض أيضاً من مشاكل لغوية ومشاكل ذهنيّة، ونوبات صَرَع أكثر من أقرانه.

قد يتم تشخيص التوحد في أي عمر، ولكنه يحدث بشكل أساسي في أول سنتين من حياة الفرد اي مرحلة الرضاعة.

ولا يرتبط هذا المرض بأي خلفية عِرقية أو جنسية أو اقتصادية، فهو يصيب الجميع. 

اعراض التوحد عند الاطفال

بعض الأفراد لا تظهر عليهم الأعراض في مرحلة الرضاعة، حيث ينمون بشكل طبيعي في البداية ثم تحدث تغيرات.

 بل ثد يحدث فقدان لبعض المهارات المكتسبة فيصبحون مرضى التوحد. البعض الآخر تظهر عليهم الأعراض في مرحلة الرضاعة.

اعراض التوحد عند الأطفال متعددة، ومنها:

 أعراض اجتماعية

١-نقص التواصل بالعينين مع من يتحدث معه.

٢-عدم الإنصات لمن يتحدث معه.

٣-صعوبة في المحادثات العادية.

٤-صعوبة تكوين صداقات.

٥-عدم القدرة على مشاركة المشاعر مع الغير بسبب صعوبة التعرف عليها من الأساس.

٦-صعوبة في تعديل السلوكيات مع مختلف المواقف الاجتماعية.

٧-صعوبة فهمه لوجهة نظر الآخرين، وتوقع تصرفاتهم.

٨-أخذ وضعية جسدية وتعابير وجه غير مناسبة للموقف الاجتماعي أو ما يدور الحديث حوله.

٩-صعوبة الرد أو بطء الرد عند مناداة اسمه أو الاقتراب منه.

١٠-الحديث بشكل مُطوّل عن موضوع أو اهتمام واحد دون ملاحظة فقدان الشخص الآخر اهتمامه بهذا الشيء مع طول مدة الحديث.

أعراض تتعلق بسلوكيات متكررة، أو إحجاميّة

١- تكرار بعض الكلمات أو العبارات بشكل مبالغ فيه.

٢-الاستياء من تغيرات بسيطة في الروتين.

٣-الاستجابة الزائدة أو القليلة للمتغيرات الحسّية كالضوء والصوت والحرارة.

٤-اهتمام مبالغ مُطوّل ببعض الأشياء كالأرقام أو التفاصيل أو الحقائق.

 أعراض أخرى

 مثل العصبية أو وجود مشاكل في النوم.

 أعراض تعتبر نقاط قوة لدى مرضى التوحد مثل:

١-الذاكرة البصرية والسمعية القوية.

٢-القدرة على تذكر التفاصيل الدقيقة ولمدة طويلة.

٣-المهارات الكبيرة في الرياضيات والعلوم.

اعراض التوحد عند الرضع

من الضروري للغاية معرفة أعراض التوحد عند الرضع، لأن التعرف المبكر على المرض وعلاجه بشكل مكثف يُشكّل فارقاً كبيراً في حياة المريض.

 من هذه الأعراض:

١-قلة التواصل بالعينين. من المفترض أن يكتسب الطفل هذه المهارة مع مرور شهرين من عمره.

٢-قلة الإيماءات، أي استخدام الرأس واليدين للتعبير عن شيء ما أثناء الكلام (لغة الجسد).

 يتعلم الأطفال مهارة الإيماء قبل تعلم الكلام. في بعض الأحيان تدل قلة الإيماء على احتمال وجود تأخر لغوي.

٣-عدم الاستجابة عند ندائهم باسمهم. من المفترض أن يتعلم الطفل هذه المهارة مع مرور ٦ أشهر.

٤-تأخر في التحدث. من المفترض أن يقول الطفل الغير مصاب بالتوحد بعض الكلمات المفردة قبل مرور ١٦ شهر من عمره، وعبارة من كلمتين قبل إتمام سنتين.

٥-عدم تقليد الأصوات وتعبيرات الوجه. يفترض وجود هذه المهارة قبل الشهر التاسع.

٦-قلة  الإشارة باليد أو الإصبع للأشياء.

مدى انتشار التوحد

يصل عدد حالات التوحد إلى حالة واحدة من كل ٦٨ طفل. 

لكن يجب التنبيه أن مرض التوحد يعبر عن طيف واسع من الحالات، وبالتالي قد يكون هناك مبالغة في تشخيص بعض الحالات على أنها توحد، كونه فضفاضاً.

اسباب التوحد

من غير المعروف بدقة الأسباب الأكيدة للتوحد، ويُحتمل أن هناك عدة أسباب متداخلة ما بين أسباب وراثية وأسباب بيئية نظراً لتعقيد المرض وتباين أعراضه. 

من هذه الأسباب:

١-عدوى فيروسية أو أدوية معينة أو مضاعفات أثناء الحمل.

٢-العامل الجنسي: فمثلاً نجد معدل إصابة الذكور أكثر بأربعة مرات مقارنة بالإناث.

٣- العامل الجيني: حيث قد توجد علاقة له باضطرابات جينية مثل متلازمة ريت أو متلازمة الكروموسوم إكس الهش.

 نجد أيضاً أن العائلة التي لديها طفل مصاب بالتوحد أكثر عرضة لولادة طفل آخر مصاب بالتوحد. 

تشخيص التوحد

يعتمد تشخيص التوحد على سؤال الأهل بشكل تفصيلي عن مهاراته الاجتماعية واللغوية والسلوكية وتطورها ومطابقتها للجدول الزمني لغير المصابين بالتوحد.

كذلك يقوم الطبيب بعمل اختبارات للسمع والتخاطب واللغة والأمور الاجتماعية والسلوكية.

ويمكن أن يطلب الطبيب عمل اختبار جيني إذا شك في وجود متلازمة كروموسوم إكس الهش أو متلازمة ريت.

علاج التوحد

لا يوجد علاج يقضي على التوحد، فهو مرض مزمن. كذلك لا علاج دوائي للأعراض، بل يوجد علاج:

١-سلوكي وتواصلي:

تركز بعض البرامج على تقليل السلوكيات المزعجة للآخرين، وتركز أخرى على تعليم الطفل مهارات التواصل الاجتماعي وكيفية التصرف بشكل أفضل في المواقف الاجتماعية.

٢-أُسَري:

يتعلم الأبوين والإخوة كيف يتفاعلون ويلعبون مع الطفل بطريقة تنمي مهاراتهم السلوكية وتحفز مهاراتهم الاجتماعية.

٣-النطق:

لمن يعانون صعوبات لغوية.

٤-مهني:

لتعليم كيفية أداء أنشطة الحياة اليومية.

المصادر

١-خدمات الصحة العامة في بريطانيا

٢-مايو كلينك

إخلاء مسؤولية

كل المقالات المكتوبة في موقع الصحة غرضها معلوماتي فقط، وليس للاعتماد عليها في التشخيص أو العلاج أو التصرّف بناءاً عليها كبديل عن طلب الرعاية الصحّية من المُختصّين.