التهاب المرارة

المرارة عبارة عن كيس يحتوي على عصارة تُسمّى الصفراء، أو العصارة المراريّة.

تقع المرارة في الجزء الأيمن العلوي من البطن، ويُعتبر هذا الكيس امتداد للكبد إلى الأسفل منه.

وتكمن أهمية المرارة في وظائف العُصارة التي تُفرزها، والتي منها المساعدة في هضم الطعام وامتصاص الدهون. 

لالتهاب المرارة أسباب عديدة، ومن أكثرها حدوثاً وجود حصوة. ينتج عن التهاب المرارة مضاعفات قوية مثل تمزق المرارة حال تركها بدون علاج. 

يعتبر ألم الالتهاب المراري ألماً قوياً ويحدث في الجزء العلوي الأيمن من البطن أو بالقرب منه، ويظهر غالباً مع تناول وجبة مليئة بالدهون.

في هذا المقال سنتحدث عن اسباب التهاب المرارة، وأعراضه، وكيفية التشخيص والعلاج، وما هي المضاعفات المُتوقعة.

اسباب التهاب المرارة

هناك أسباب كثيرة لحدوث التهاب في المرارة، ومن هذه الأسباب:

١- حصوة مراريّة:

يُعدّ وجود حصوة مرارية هو السبب في قرابة ٩٥% من الحالات، وهي غالباُ في القناة الكيسيّة.

تتكون الحصوة نتيجة وجود زيادة في مستوى الكوليسترول أو البيليروبين أو نقص مستوى الأملاح المراريّة في العصارة المرارية، ولكن من غير المعروف بدقة سبب حدوث أيّاً من ذلك.

هناك بعض عوامل الخطورة التي ترفع من فرص الإصابة بحصوة مرارية وبالتالي التهاب المرارة غالباً ومنها: 

السمنة، وفقدان نسبة كبيرة من الوزن بصورة مفاجئة، وتقدّم السن. كما ترتفع نسبة الحدوث في جنس الإناث وعند الحمل.

٢- ورم في المرارة:

أحياناً يكون الالتهاب في المرارة أول أعراض وجود ورم في المرارة.

٣-ورم في البنكرياس أو القولون:

يؤدي وجود ورم في البنكرياس من الناحية القريبة من المرارة إلى الضغط على القناة الصفراوية المشتركة وبالتالي انسدادها، وما ينتج عنه من تراكم العصارة المرارية وتكوّن حصوة.

كذلك قد يُؤدي ورم القولون إلى التهابها.

٤-عدوى :

قليلاً ما يؤدي فيروس نقص المناعة المكتسب (الإيدز) إلى حدوث التهاب في المرارة. هناك أنواع أخرى من العدوى الفيروسية قد تؤدي إلى ذات النتيجة.

اعراض التهاب المرارة

اعراض التهاب المرارة الحادّ متعددة، ومنها:

-ألم في البطن في الجانب العلوي الأيمن.

-ألم في وسط البطن حول السرّة.

-ألم عند لمس هذه المناطق.

-يزداد الألم عند التنفس بعمق.

-عادةً يستمر الألم لأكثر من ٦ ساعات.

-تأخذ النوبة بين ساعات قليلة إلى يومين أو ثلاثة.

-قد يمتد الألم لناحية الكتف الأيمن والظهر.

-ارتفاع درجة حرارة الجسم.

-غثيان وتقيُّؤ.

في حالات قليلة يُصاب المريض باليرقان، أي اصفرار الجلد والعينين، وذلك عندما يكون السبب هو ورم في رأس البنكرياس يؤدي لسدّ القناة الصفراوية المشتركة.

وفي أحيان قليلة يكون السبب هو حصوة مرارية نجحت في الوصول للقناة الصفراوية المشتركة، وهذا أخطر من عموم الحصوات التي تَسُدّ القناة الكيسيّة فقط.

 يجب الذهاب للطبيب عند وجود يرقان لخطورة هذه الحصوات، ولاحتمال وجود ورم في البنكرياس أو مرض في الكبد.

إذا كان الالتهاب في المرارة التهاباً مُزمِناً، فحينها تحدث نوبات متكررة متفرقة ولكن يكون الألم أقل حدة، ولا يستمر طويلاً مقارنةً بالتهاب المرارة الحادّ. ويكون هناك ألم بسيط يستمر عبر الأسابيع وربما الأشهُر.

تشخيص التهاب المرارة

يعتمد تشخيص الالتهاب المراري على عدة أشياء، أولها معرفة الأعراض، ثم عمل أشعة تصويرية.

 يمكن أيضاً إجراء بعض التحاليل، وكذلك يجب عمل فحص لتصوير حركة الصفراء عبر الجسم.

١-الأشعة التصويرية:

إذا كان الألم شديداً للدرجة التي تُلجِئ المريض للذهاب إلى الطوارئ، فإن أول نوع أشعة يُجريها المريض هي الأشعة المقطعية. 

كذلك قد يجري المريض أشعة فوق صوتية، وربما يتم عمل أكثر من نوع أشعة للمريض.

٢-التحاليل:

١-صورة دم كاملة، وقد يظهر فيها ارتفاع عدد كرات الدم البيضاء.

٢-البليروبين، لا يرتفع فوق مستوى ٢ إلا عند وجود حصوة في القناة الصفراوية المشتركة.

٣-إنزيمات الكبد، أحياناً تكون مرتفعة.

٤-إنزيمَي أمَيليز ولَيبيز لاستبعاد التهاب البنكرياس.

٣-تصوير حركة الصفراء عبر الجسم:

باستخدام حمض الأمينو داي أسيتيك تُحقن صبغة مُشعّة في الجسم ترتبط بالخلايا المنتجة للصفراء. 

ويتم تتبع إفراز الصفراء من المرارة إلى الأمعاء الدقيقة من خلال الصبغة وذلك أثناء التصوير الكبدي الصفراوي.

علاج التهاب المرارة

١-يُعدّ استئصال المرارة جراحياً بالمنظار هو أفضل علاج للالتهاب الحاد للمرارة.

 يفتح الطبيب ٣  فتحات صغيرة في البطن، ويُدخِل المنظار وهو أنبوب رفيع مُضاء مُزوّد بكاميرا صغيرة.

 تقوم الكاميرا بالتصوير ويظهر ذلك على الكمبيوتر وتساعد الطبيب أثناء استخدام المنظار. والمنظار مُزوّد أيضاً بأدوات جراحية صغيرة تُمكنه من استئصال المرارة.

٢-بعض الحالات لا يناسبها استئصال الجراحة بالمنظار فيتم عمل جراحة مفتوحة.

هناك حالات التهاب شديدة لكن من الصعب عمل جراحة للمريض لوجود مخاطر عليه، ولذلك يُلجأ فقط لعمل إدرار لمحتويات المرارة عبر الجلد.

٣-هناك حالات بسيطة من الالتهاب المراري -عادةً تكون التهاباً مُزمناً- لا يمكن عمل جراحة لصاحبها، وهنا يلجأ لتقليل الدهون في الوجبات فقط.

وهناك دواء قد ينجح أحياناً في تذويب الحصوة يُسمّى حمض أورسو دي أوكسي كوليك.

مضاعفات التهاب المرارة

هناك عدد من المضاعفات لالتهاب المرارة منها:

١-غرغرينة المرارة:

هو حدث ينتج من وذمة في المرارة (تورُّم) يُؤدي إلى حدوث إقفار (عدم وصول للدم)، ينتج عنه الغرغرينة.

وتزداد نسبة حدوث الغرغرينة مع التأخر في طلب العلاج، والتقدم السن، وفي مرضى السكري. وقد يتفاقم بحدوث عدوى ثم تمزق في المرارة وهو سبب للوفاة.

٢-حدوث عدوى:

يكون ذلك نتيجة تراكم العصارة المراريّة في كيس المرارة، وعدم وصول الدم للمرارة.

٣-تمزُّق أو ثُقب المرارة:

يحدث نتيجة كل ما سبق من وذمة المرارة، والغرغرينة والعدوى، وهو حدث خطير يتسبّب كثيراً في الوفاة.

٤-مضاعفات أخرى:

مثل إصابة في القناة المراريّة، أو الكبد، أو الأمعاء، أو خُرّاج في البطن.

المصادر 

١-ستات بيرلز-أ

٢-ستات بيرلز-ب

٣-مايو كلينك

إخلاء مسؤولية

كل المقالات المكتوبة في موقع الصحة غرضها معلوماتي فقط، وليس للاعتماد عليها في التشخيص أو العلاج أو التصرّف بناءاً عليها كبديل عن طلب الرعاية الصحّية من المُختصّين.

موضوعات ذات صلة