التهاب المفاصل الروماتويدي

التهاب المفاصل الروماتويدي هو مرض من أمراض المناعة الذاتية، حيث يقوم الجهاز المناعي للجسم في هذه الحالة بمهاجمة مفاصل الجسم بالخطأ مما يؤدي لتضرر المفاصل.

يصيب الروماتويد عدة مفاصل صغيرة عادةً، مثل مفاصل أصابع اليدين والقدمين، بخلاف خشونة المفاصل الذي يصيب مفصل واحد كبير أو عدد قليل من المفاصل.

قد يصيب الروماتويد أيضاً أجزاءاً من الجسم بعيدة عن المفاصل مثل الجلد والعينين والرئتين وغيرهم.

في هذا المقال سنتحدث عن اعراض التهاب المفاصل الروماتويدي، وعوامل الإصابة به وكيفية تشخيصه، وطُرُق علاجه.

عوامل الإصابة بالروماتويد

هناك بعض العوامل التي ترفع من فرصة الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي، ومنها:

١-الجينات:

وُجد أن بعض الجينات موجودة عند أكثر مرضى التهاب المفاصل الروماتويدي، مثل جين: HLA-DR4.

٢-التاريخ العائلي:

من الملاحظ أن وجود أحد الأقارب مُصابٌ بالروماتويد يرفع من فرصة إصابة الشخص بهذا المرض.

٣-السنّ:

الفترة الأكثر عُرضة لأن يصاب فيها الشخص بالتهاب المفاصل الروماتويدي هي بين سِنّ ٣٥ و ٥٠ عاماً.

٤-الجنس:

عدد الإناث التي تُصاب بالروماتويد يساوي ثلاثة أضعاف المصابين بالروماتويد من الذكور.

٤-التدخين:

تدخين السجائر يرفع من فرصة الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي، وكثير من أمراض المناعة الذاتية بشكل عام.

كذلك يرفع التدخين من فرصة إصابة مرضى الروماتويد بأعراض رئويّة مُقارنةً بغير المُدخنين من مرضى الروماتويد.

٥-الضغوطات:

التعرض المستمر والمُزمن للضغوطات المُزعجة مثل العلاقات المتدهورة أو الضغوطات المالية يزيد من فرص الإصابة بالروماتويد، وبأمراض المناعة الذاتية بشكل عام.

اعراض التهاب المفاصل  الروماتويدي

يؤدي التهاب المفاصل الروماتويدي إلى عدة أعراض في المفاصل مثل:

١-ألم في المفاصل.

٢-إحساس بسخونة وحرارة وتورّم في المفصل.

٣-إحساس الألم عند لمس المفصل.

٤-تيبّس المفصل لاسيما مع الاستيقاظ لمدة تقترب من الساعة. وكذلك تيبّسه بعد التوقف عن الحركة لبعض الوقت.

٥-يصاب ٣ مفاصل على الأقل.

٥-تستمر هذه الأعراض ل٦ أسابيع على الأقل.

هناك أعراض أيضاً بعيدة عن المفاصل مثل:

١-أعراض جلدية:

مثل ظهور عُقَيدات (Nodules) على الكوع عادةً، وأحياناً على مفاصل أصابع اليدين والقدمين، وعلى وتر أخيل.

 تعتبر العُقيدَات الجلدية أكثر الأعراض البعيدة عن عظام المفاصل انتشاراً.

٢-أعراض في العين:

تحدث متلازمة شوجرين أحياناً كنتيجة لالتهاب المفاصل الروماتويدي، بخلاف الأصل وهو حدوثها بشكل تلقائي وليس نتيجة لمرض آخر.

متلازمة شوجرين هي مرض يؤدي لتضرّر الغدد الإفرازيّة مثل الموجودة في العين والفم مما يؤدي لجفافهما.

في أحيان أقل يحدث مرض آخر وهو التهاب الصلبة (Scleritis).

٣-أعراض رئوية:

في بعض الأحيان تحدث أمراض رئوية، لاسيما عند المُدخنين. من أمثلة هذه الأمراض: داء الرئة الخلالي.

 يحدث هذا الداء عند قرابة ٥ إلى ١٦ بالمائة من مرضى الروماتويد. يؤدي هذا المرض لحدوث ندبات في الرئة مما يؤثر على التنفس.

٤-الأوعية الدموية:

أحياناً تحدث أمراض مرتبطة بالأوعية الدموية مثل مرض الالتهاب الوعائي. يؤدي حدوث هذا الالتهاب إلى ضيق الأوعية الدموية وصعوبة مرور الدم فيها.

 قد يصيب الالتهاب وعاء دموي واحد أو أكثر، وبحسب عدد ونوع الأوعية الدموية يتحدد العضو أو الأعضاء التي قد تتضرر بسبب هذا المرض.

٥-أعراض عصبيّة:

بعض المرضى قد يصاب بالتهاب الأعصاب الأحادي المتعدد، حيث يصاب عصب واحد في عدة مناطق في الجسم. هناك أمراض أخرى قد تحدث.

٦-الطحال وخلايا الدم:

هناك حالات قليلة تصاب بمتلازمة تُسمّى فيلتي (Felty). تؤدي هذه المتلازمة لنقص خلايا الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية، مع تضخم في الطحال.

تشخيص مرض الروماتويد

يعتمد تشخيص التهاب المفاصل الروماتويدي على عدة أشياء مثل الأعراض التي المذكورة بالأعلى وكذلك على:

١-تحليل عامل الروماتويد RF

٢-تحليل الأجسام المضادة من نوع ACPA

٣-تحليل سرعة الترسيب وتحليل البروتين المتفاعل-c

٤-اختبارات تصويرية على المفصل مثل أشعة إكس، والتصوير بالرنين المغناطيسي.

تعتبر الأعراض والأشعة وتحليل ال RF و ACPA هي الأهم للتشخيص.

علاج التهاب المفاصل  الروماتويدي

-ينقسم العلاج الدوائي للروماتويد إلى فئتين:

١-المسكنات ومضادات الالتهاب:

مثل الباراسيتامول في الحالات البسيطة، ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية في الحالات الأشد، مثل ديكلوفيناك وكيتوبروفين وغيرهم.

كذك يمكن إعطاء جرعة صغيرة من كورتيكوستيرويد، مثل بردنيزون لأقل من ٣ أشهر. يعتبر الكورتيكوستيرويد فعال ضد الالتهاب ويقلل من حدة الأعراض.

إعطاء المسكنات ومضادات الالتهاب يكون مؤقتاً بالتزامن مع الدواء المثبّط للمناعة، بحيث تقلل المسكنات ومضادات الالتهاب من الأعراض إلى حين عمل المثبطات المناعية، حيث تأخذ أسابيع على الأقل قبل إحداث أي تأثير.

٢-مُثبّطات المناعة:

-من أهمها: ميثوتريكسات، وهيدروكسي كلوروكوين، وسالفاسالازين، وليفلونومايد. لهذه الأدوية آثار جانبية يجب متابعتها بالتحاليل لتفادي أي مشاكل صحية.

-يتم إعطاء واحد فقط من هذه الأدوية في البداية، ويُفضل دواء ميثوتريكسات حيث إنه أكثرهم من حيث الأدلة على فاعليّته وتأثيره.

-في حال عدم تحقيق الأثر المرجو يمكن إعطاء دواء آخر منهم مع ميثوتريكسات.

-هناك أدوية أخرى خارج هذه المجموعة يمكن إعطائها للمريض مع ميثوتريكسات مثل: إيتانريسيبت، و إنفلكسيماب، و ريتوكسيماب وغيرهم.

هذه الأدوية تثبّط مكونات معينة في الجهاز المناعي لكنها:

      -أشد في الآثار الجانبية.

      – تزيد فرص الإصابة بالعدوى.

      – أغلى من المجموعة المذكورة بالأعلى.

لذلك فمن الضروري التشخيص والعلاج المبكر لعدم الاضطرار لاستخدام هذه الأدوية.

المصادر

١-ستات بيرلز

٢-ميد سكيب

٣-مايو كلينك

إخلاء مسؤولية

كل المقالات المكتوبة في موقع الصحة غرضها معلوماتي فقط، وليس للاعتماد عليها في التشخيص أو العلاج أو التصرّف بناءاً عليها كبديل عن طلب الرعاية الصحّية من المُختصّين.

موضوعات ذات صلة