الذئبة الحمراء
مرض الذئبة الحمراء (Systemic lupus erythematosus) يُعدّ من ضمن أمراض المناعة الذاتية، والتي فيها يهاجم الجهاز المناعي جسم الإنسان بالخطأ.
كيفية حدوث الذئبة الحمراء غير معروفة إلى الآن، ولكن هناك أسباب قوية تدفع للاعتقاد بوجود أسباب جينية ومناعية وهرمونية وبيئية (خارجية) تتضافر معاً فتتسبّب في الإصابة بهذا المرض.
تختلف الحالات عن بعضها البعض اختلافاً واضحاً من حيث الأعراض، فبعضها يكون ضعيفاً وتقتصر مظاهرها على بعض الأعراض الجلدية، وبعضها تُصاب بأعراض قوية ومتعددة نتيجة تضرر عدة أعضاء.
في هذا المقال سنتحدث عن ما هي اعراض الذئبة الحمراء، وما هي أسباب الإصابة بهذا المرض، وكيفية تشخيصه، وطُرُق علاجه.
اعراض الذئبة الحمراء
تختلف أعراض الذئبة الحمراء بدرجة كبيرة من شخص إلى آخر، كما تتشابه هذه الأعراض مع أعراض أمراض أخرى، مما يُصعّب التشخيص.
يُصاب مرضى الذئبة بانتكاسات مفاجئة، والانتكاسة هي فترة زمنية تشتد فيها الأعراض جداً، وقد تستمر لأسابيع أو أكثر ثم تَسكُن الأعراض وتهدأ.
يُعتبر أشهر عرَض هو الإصابة بطفح جلدي على الوجه يشبه الفراشة، فهو عرَض مميز جداً للذئبة.
ويوجد هذا العَرَض في الكثير من الحالات لكنه لا يوجد في جميع الحالات.
من الأعراض الأخرى المنتشرة للذئبة:
١-إحساس بإرهاق شديد.
٢-ألم في المفاصل والعضلات.
٣-إصابة بطفح جلدي.
وهناك أعراض أخرى أقل انتشاراً، منها:
١- تساقط الشعر.
٢-تناقص في الوزن.
٣-الإصابة بقُرح في الفم.
٤-الاكتئاب أو القلق.
٥-انتفاخ في الغدد الليمفاوية كالتي توجد في الإبط والرقبة.
يمكن تقسيم الأعراض أيضاً من حيث الشدة، ما بين أعراض:
-خفيفة: وهنا تقتصر على تغيرات جلدية ووجود ألم في المفاصل.
-متوسطة: يعاني الجسم من التهابات تطال القلب والكليتين والرئتين.
-شديدة: قد تطال الالتهابات الدماغ أيضاً، وتكون الالتهاب قوية لدرجة تهدد الحياة.
اسباب الذئبة الحمراء
حتى الآن لا تُعرف الأسباب المحددة للإصابة بالذئبة بصورة قاطعة وشاملة.
لكن هناك أسباب قوية للاعتقاد بوجود أسباب ذات صلة بكل من الجينات والهرمونات بالإضافة لأسباب خارجية (بيئية).
١-الجينات:
يُعتقد بوجود أسباب جينية، وذلك لأنه لوحظ معدلات مرتفعة من إصابة التوائم معاً بالذئبة، لكن لم يلاحظ وجود دور قوي للوراثة من الأبوين.
٢-الهرمونات:
يُعتقد بوجود دور لها بسبب ارتفاع معدل إصابة النساء عشرة أضعاف مقارنةً بالرجال.
ففي النساء يتم إفراز هرمون الإستروجين بدرجة كبيرة وهو هرمون تثبت علاقته بتنشيط بعض الخلايا المناعية وكذلك إفراز بعض المواد المناعية.
٣- أسباب بيئية (خارجية):
وهي غير مُثبَتَة بشكل قاطع وتتفاوت في نسبة ثبوتها:
-التعرض لأدوية مُعيّنة مثل دواء هيدرالازين.
-الإصابة بعدوى فيروسية مثل فيروس ابستاين-بار.
-التعرض لأشعة الشمس.
-التدخين.
-أسباب أُخرى.
تشخيص الذئبة الحمراء
مرض الذئبة من الأمراض صعبة التشخيص وذلك ل:
١-اختلاف الأعراض بصورة كبيرة من شخص إلى آخر
٢-اختلاف حدة الأعراض في نفس الشخص من وقت للآخر.
٣- تشابه بعض أعراض الذئبة مع أمراض أخرى.
يعتمد تشخيص الذئبة على صورة كاملة عن المريض تتضمن المؤشرات والأعراض والفحص الجسدي ونتائج التحاليل والاختبارات.
من التحاليل التي تُجرى:
١- صورة دم كاملة:
يكون هناك نقص في الهيموجلوبين أي أن هناك أنيميا وهي كثيراً ما تكون موجودة مع الذئبة.
كذلك قد يكون هناك نقص في عدد خلايا الدم البيضاء والصفائح الدموية وذلك يترافق أحياناً مع الذئبة.
٢-سرعة ترسيب كُريّات الدم الحمراء:
وهو تحليل عام يدل على وجود التهاب في الجسم ويرتفع في أمراض كثيرة جداً، ومنها الذئبة.
٣-تحليل الأجسام المضادة للنواة:
النتيجة الإيجابية لهذا التحليل تدل على وجود أجسام مضادة، مما قد يدل على وجود مرض من أمراض المناعة الذاتية.
لكن نتيجة هذا التحليل ترتفع أيضاً لأسباب أخرى غير أمراض المناعة الذاتية مثل بعض أنواع العدوى الفيروسية، أو أخذ بعض الأدوية، وأسباب أخرى.
بل كذلك قد تحدث نتيجة إيجابية لبعض الأصحاء الذين لا يعانون من أمراض.
وبالتالي وجود نتيجة إيجابية لهذا التحليل لا يقطع بوجود مرض الذئبة الحمراء.
وعندما تحدث نتيجة إيجابية له يُوجِّه الطبيب لعمل تحاليل إضافية أكثر تخصصاً ، مما سيُسهِّل من تشخيص الذئبة.
٤-تحاليل أخرى:
تشكل وظائف الكبد والكلى وتحليل البول، لكن هذه التحاليل تكون بعد تشخيص الذئبة وتهدف إلى الاطمئنان على صحة الكبد والكلى، حيث أحياناً يتضرر هذان العضوان مع الإصابة بهذا المرض.
أما الاختبارات فتشمل:
١-أشعة سينية على الصدر:
للتحقق من عدم وجود التهاب بالرئتين، حيث قد تتضرر كلتاهما بسبب الذئبة في الحالات المتوسطة والشديدة.
٢- تخطيط صدى القلب (Echocardiography):
للتحقق من عدم وجود ضرر على القلب، حيث قد يتضرر بسبب الذئبة في الحالات المتوسطة والشديدة.
علاج الذئبة الحمراء
يعتمد علاج الذئبة على فئتين أساسيتين:
١-مضادات الالتهاب:
أ- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (مثل مادة ايبوبروفين أو ديكلوفيناك) وهي مسكنة للألم وخافضة للحرارة في ذات الوقت.
ب-الكورتيكوستيرويدات (مثل بريدنیزون وبريدنيزولون)، وهي مضادة للالتهاب بصورة أقوى، لكن آثارها الجانبية أشد مع الاستخدام المستمر بجرعات كبيرة.
٢-الأدوية المضادة للروماتيزم المعدلة للمرض (DMARDs):
وهي تستخدم لعلاج الأمراض الروماتيزمية (المناعة الذاتية) وليس فقط مرض الذئبة الذي يُعدّ أحدها.
ومن هذه الأدوية: ليفلونومايد، هيدروكسي كلوروكوين، ميثوتريكسات، سلفاسالازين.
٣- فئات أخرى:
يتم إدخالها إذا كانت الحالة قوية جداً مثل الأدوية الحيوية، ولا تستخدم في الحالات الضعيفة أو المتوسطة لأعراضها الجانبية الخطيرة.
المصادر
إخلاء مسؤولية
كل المقالات المكتوبة في موقع الصحة غرضها معلوماتي فقط، وليس للاعتماد عليها في التشخيص أو العلاج أو التصرّف بناءاً عليها كبديل عن طلب الرعاية الصحّية من المُختصّين.