حساسية الصدر

حساسية الصدر مرض يصيب الجهاز التنفسي، يحدث فيه التهاب لمجرى التنفس، واستجابة زائدة ضد المُهيّجات، لدرجة تؤدي لانقباض القصبات الهوائية.

تُؤدّي حساسية الصدر لنَوبات مزعجة من الكحة، وصعوبة التنفس وألم في الصدر. 

وهناك أسباب مُتعددة لحدوث هذه النوبات مثل الجو البارد، والتدخين، والعدوى، وبذل مجهود.

هناك عدة اختيارات دوائية لعلاج حساسية الصدر، وتتضمن البخاخات المُوسّعة للشُعَب المضادة للالتهاب، وغيرها.

في هذا المقال سوف نتحدث عن أسباب وعوامل حدوث حساسية الصدر، وأعراضها، وكيفية تشخيصها، وطُرُق علاجها.

أسباب حساسية الصدر

يحدث هذا المرض نتيجة مجموعة من العوامل الجينية والبيئية (الخارجية). 

وُجدت مجموعة من الجينات متكررة في العديد من مرضى حساسية الصدر لذلك فالجينات تُعدّ عاملاً مُهماً. 

أما العوامل البيئية فهي كثيرة ومن أمثلتها:

١-الولادة المبكرة:

تؤدي الولادة المبكرة -أي قبل الأسبوع ٣٦ من الحمل- إلى عدم اكتمال نموّ الرئتين، مما يؤثر على أدائهما لوظيفتَيهما ويسهّل حدوث المرض.

٢-تدخين الأم أثناء الولادة:

يؤدي تدخين الأم أثناء فترة الولادة إلى ضعف وظائف الرئتين مما يسهّل حدوث هذه الحساسية.

٣-نقص فيتامين د لدى الأم:

بعض الأبحاث متضاربة النتائج تتحدث عن دور نقص فيتامين د في الأم الحامل في حدوث حساسية صدر للطفل بعد الولادة، بسبب احتمالية وجود دور لفيتامين د في نمو الرئتين، وكذلك في تنظيم بعض مكونات الجهاز المناعي.

٤-بعض أنواع العدوى الفيروسية في الطفولة:

العدوى التنفّسية بالفيروس المخلوي والفيروس الأنفي في فترة الرضاعة أو الطفولة قد تؤدي للإصابة بحساسية الصدر في السنوات اللاحقة.

٥-التعرّض للتلوّث الهوائي والتدخين من أشخاص مجاورين:

قد يؤدي حدوث ذلك في فترة الطفولة إلى الإصابة بحساسية الصدر.

٦-التدخين والتعرّض للغازات أثناء العمل:

يُعدّ ذلك أهم سبب للإصابة بهذه الحساسية عند البالغين.

٧-الحساسية من الأسبرين:

مع تناول الأسبرين أو المُركّبات الشبيهة به، يحدث اختلال في تفاعلات الحساسية بصورة تؤدي لحدوث حساسية الصدر عند من لديه حساسية من الأسبرين.

أعراض حساسية الصدر

-تأتي الأعراض عادةً في صورة نوَبات عند التعرّض لأي من مُحفّزات حساسية الصدر.

 ومن هذه الأعراض:

١-الكُحّة الشديدة.

٢-سماع صوت أزيز (تزييق) من الصدر أثناء الكحة.

٣-تحدث الكحة أحياناً في أواخر الليل وبداية الصباح مما يُؤدّي للاستيقاظ على وقع الكحة.

٤-حدوث ضيق أو ألم في الصدر.

تحدث هذه الأعراض بعد التعرّض لبعض مُحفّزات حساسية الصدر، ومن هذه المحفزات:

١-الإصابة بعدوى تنفسية.

٢-عمل مجهود بدني كبير.

٣-التعرّض للغبار أو المُلوّثات الهوائية.

٤-التدخين أو التعرض للدخان.

٥-المشاعر أو الضغوطات الحادة.

٦-الارتجاع المعدي المريئي.

٧-بعض أنواع الأدوية كالأسبرين ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية، ومضادات مستقبلات البيتا.

٨-بعض انواع المواد الحافظة للطعام.

وكثيراً تحدث الأعراض بعد التعرض للمُحفّزات على مرحلتين: 

في المرحلة الأولى يحدث انقباض للقصبات الهوائية لمدة تصل إلى ساعة مما يؤدي لصعوبة التنفس والكحة وألم في الصدر.

ثم تحدث المرحلة الثانية بعد ٤-٦ ساعات ويكون فيها انقباض القصبات الهوائية أقل حدة، ولكن يحدث استجابة مبالغ فيها للمُحفِّزات، ويزداد التهاب مجرى الهواء.

تشخيص حساسية الصدر

يعتمد تشخيص حساسية الصدر على معرفة الأعراض ومُهيّجاتها التي ذكرناها، وأيضاً على:

١-الفحص الجسدي:

-يقوم فيه الطبيب باستخدام السماعة الطبية لمعرفة سرعة ضربات القلب، حيث تزداد مع ضيق التنفس، وكذلك يسمع بها صوت الأزيز أثناء الكحة. 

-يَعُدّ الطبيب أيضاً عدد مرات التنفس في الدقيقة حيث إن سرعة التنفس مقارنة بالمعدلات الطبيعية تدل على قلة الأكسجين في الجسم.

-ويُراقب الطبيب العضلات المستخدمة أثناء التنفس، ففي حال ضيق التنفس يستخدم المريض عضلات إضافية للمساعدة في عمليىة التنفس.

-هناك علامات أخرى يتتبعها الطبيب، وهناك علامات مختلفة تظهر عند النوبات الشديدة جداً.

 ٢- الاختبارات:

-هناك عدة اختبارات للتشخيص أهمها هو:

 قياس التنفس

يتحقق هذا الاختبار من مدى ضيق القصبات الهوائية من خلال معرفة كمية الهواء التي يتم إطلاقها مع الزفير الطبيعي مقارنة بكمية الهواء المُطلقة مع الزفير بعد أعمق شهيق.

-هناك اختبار آخر مهم ولكنه ليس للتشخيص ولكن لمتابعة المرض، واسمه:

 ذروة مُعدل التدفق الزفيري

 يتم في هذا الاختبار قياس أقصى سرعة لتدفق الهواء أثناء الزفير.

وعند حدوث نَوبة يجري المريض هذا الاختبار ويقارن نتيجته بالنتيجة الأصلية أثناء عدم وجود نوبة في أفضل حالات المريض. 

ويظهر لون في الجهاز يساعده على معرفة حالته الحالية لكي يتّبع الخطة العلاجية التي ذكرها له الطبيب.

علاج حساسية الصدر

يعتمد علاج حساسية الصدر على أدوية للتعافي من النوبة (أدوية المدى القصير)، وأدوية لتحسين المرض على المدى الطويل

 (لا يوجد علاج نهائي لأنه مرض مُزمِن). 

١-أدوية النَوبات/المدى القصير:

هناك عدة اختيارات، وتتضمن:

١-بخاخ به موسع للشُعَب وهي مادة سالبوتامول.

٢-بخاخ به كل من: موسع الشُعَب فورموتيرول و كورتيكوستيرويد مثل فلوتيكازون أو بيوديزونايد.

٣- يمكن أيضاً استخدام كورتيكوستيرويد (أقراص او شراب) كدواء إضافي في النوبات المُستعصية، مثل بردنيزولون.

٢-أدوية المدى الطويل/الأدوية العلاجية:

هناك عدة اختيارات، وتتضمن:

١- بخاخ به كل من: فورمتيرول وكورتيكوستيرويد (وهذا هو نفس المذكور ثانياً في أدوية النَوبات، مما يسهل العلاج ويجعله عبارة عن بخاخ واحد لكل من المدى القصير والطويل).

٢-بخاخ به كل من: موسع الشعب سالمتيرول أو فيلانتيرول، وكورتيكوستيرويد. يستخدم هذا البخاخ على المدى الطويل مع بخاخ سالبوتامول على المدى القصير.

٣-بخاخ كورتيكوستيرويد فقط.

٤-أقراص من عائلة مُعدِّلات ليوكوترايين مثل مونتيلوكاست.

٥-أقراص أو شراب كورتيكوستيرويد مثل بردنيزولون  بعد فشل كل العلاجات الأخرى بأقصى جرعاتها.

المصادر

١-ستات بيرلز

٢-مايو كلينك

إخلاء مسؤولية

كل المقالات المكتوبة في موقع الصحة غرضها معلوماتي فقط، وليس للاعتماد عليها في التشخيص أو العلاج أو التصرّف بناءاً عليها كبديل عن طلب الرعاية الصحّية من المُختصّين.

موضوعات ذات صلة