سرطان القولون
القولون هو أول وأطول جُزء من الأمعاء الغليظة. وهو جزء مُهم في الجهاز الهضمي، حيث تتم فيه جزء كبير من عمليات هضم الطعام وامتصاصه.
قد يُصاب القولون بالسرطان مثل أي عضو في الجسم، وهو ورم يحدث بسبب نمو الخلايا حجماً وعدداً بدرجة غير طبيعية.
يُعتبر سرطان القولون إذا أُضيف له سرطان المُستقيم من بين أكثر ٤ أنواع من السرطانات انتشاراً في العالم، ومن أكثرها تسبُّباً في الوفاة.
يؤدي سرطان القولون لأعراض عديدة مثل نزول دم مع البراز، وتغير عادات التبرّز، أي حدوث إمساك أو إسهال.
يحتاج تشخيص هذا المرض لعمل منظار وأخذ عيّنة من القولون، وتتنوّع علاجاته بين التدخل الجراحي والإشعاعي والعلاج الكيماوي والمناعي والمُوجَّه.
في هذا المقال سنتحدث عن أسباب سرطان القولون وعوامل الإصابة به، وأعراضه، وكيفية تشخيصه وعلاجه، والمضاعفات الناتجة عنه.
أسباب سرطان القولون
ليس هناك أسباب مُحدّدة معروفة تُؤدي إلى الإصابة بسرطان القولون لكن هناك بعض العوامل التي ترفع من فُرصة الإصابة به، ومنها:
١-السنّ:
تزيد احتمالية الإصابة مع تقدّم العُمر، وتزيد بشكل ملحوظ مع تخطي الخمسين عاماً.
أمّا المصابون بأي من المتلازمات التي سنذكرها تالياً، فإنهم يُصابون في سن أصغر من ذلك.
٢-العِرق:
وُجِد أنّ الأفارقة الأمريكان هم الأكثر عُرضة للإصابة مُقارنةً بغيرهم، لأسباب غير معروفة إلى الآن.
وتُعتبر مجموعة اليهود الشرق أوروبيين (الأشكناز) من المجموعات العرقيّة عالية الإصابة بهذا المرض أيضاً.
٣-السمنة:
تزيد فرصة الإصابة كلما زاد الوزن بشكل مَرَضِي. بل كذلك تزيد فرصة الموت حال الإصابة سرطان القولون عند من يعانون من السّمنة.
٤-التدخين:
يُعدّ التدخين من عوامل الإصابة بجميع أنواع السرطانات بشكل عام، ومنها سرطان القولون.
٥-شرب الكحوليات:
يرتبط شرب الكحوليات لا سيما بإفراط، بنسبة أعلى من الإصابة بهذا السرطان.
٦-التاريخ العائلي:
وجود قريب من الدرجة الأولى مُصاب بهذا السرطان يزيد من إمكانية الإصابة بهذا المرض. وتزيد النسبة إذا كانوا أكثر من واحد
٧-مرض التهاب الأمعاء:
يُعدّ مرض التهاب الأمعاء (Inflammatory bowel disease) بنَوعيه: التهاب القولون التقرّحي، ومرض كرونز، أحد عوامل الإصابة بالسرطان القولوني إذا مرَّت سنوات طويلة، لاسيما إذا كان ذلك بدون علاج.
٨-:مرض السكري:
يرفع مرض السُّكري، أو أي سبب يرفع مقاومة الإنسولين من فرص الإصابة به.
٩-العلاج الإشعاعي:
قد يتسبب الإشعاع في الإصابة بالسرطان لا سيما العلاج الإشعاعي مُقارنةً بالتشخيص الإشعاعي.
١٠-بعض المُتلازمات الموروثة:
مثل متلازمة لينش (Lynch) ومتلازمة السلائل الورميّة الغُدّيّة العائليّة (FAP)، ومتلازمة بيوتز-جيهرز (PJS)، ومتلازمة (MAP).
المصابون بأي من هذه المتلازمات قد يصابون بالسرطان في سن أصغر.
١١-تاريخ مرَضي من سلائل القولون:
سلائل القولون (Colon polyps)، هي زوائد ورميّة حميدة تصيب القولون، لكنها قد تتطور إلى سرطان حال تركها بدون علاج.
١٢-نظام الوجبات قليل الألياف كثير الدهون:
هناك أبحاث ذات نتائج متضاربة حول دور ذلك في رفع فرصة الإصابة بهذا السرطان.
أعراض سرطان القولون
يتسبّب سرطان القولون في عدة أعراض مزعجة منها:
١-تغيُّر في عادات التبرُّز (إمساك أو إسهال).
٢-غثيان وتقيُّؤ.
٣-ألم في البطن.
٤-انسداد او ثقب في الأمعاء.
٥-نزول دمّ في البراز.
٦-أعراض أنيميا إذا كان النزيف شديداً (ضعف مجهود -برودة أطراف- إرهاق عام-سرعة ضربات القلب-إلخ)
تشخيص سرطان القولون
يعتمد تشخيص سرطان القولون على معرفة الطبيب بالأعراض السابق ذكرها من المريض في البداية.
بالإضافة لذلك هناك فحص جسدي يجريه الطبيب لتفقّد بعض علامات هذا السرطان، وكذلك علامات انتشاره إلى أماكن أخرى مثل الكبد.
بعد ذلك يقوم المريض ببعض الاختبارات لتأكيد التشخيص ومنها:
١-اختبار جُوياك:
لكشف الدم الكامن في البراز، أو بديله الأكثر دقّة وتطوراً: اختبار البراز المناعي-الكيميائي.
٢- منظار:
وهو للرؤية داخل القولون، وهو عبارة عن أنبوب طويل رفيع مُضاء مُزوّد بكاميرا، ويستطيع بذلك كشف السرطانات والسلائل (زوائد ورميّة حميدة).
يُمكن أثناء المنظار أخذ عيّنة نسيجيّة (خزعة) من القولون لتقييمها تحت الميكروسكوب.
بل كذلك يستطيع المنظار المُزوّد ببعض الأدوات الجراحية إزالة السلائل.
٣-تصوير القولون بالأشعة المقطعيّة:
ينتج عن الاختبار صور تُستعرض على الكمبيوتر يتم تحليلها من قِبَل الدكتور ليُشخّص الحالة.
٤-تحديد مستوى أنتيجين CEA:
هذا الأنتيجين غير متخصص وحسّاس بما فيه الكفاية لتشخيص سرطان القولون، لذلك قد يُستخدم لمتابعة فاعلية العلاج فقط وكشف الانتكاسات.
علاج سرطان القولون
تتنوّع الخيارات العلاجيّة لسرطان القولون، وغالباً يُستخدم أكثر من نوع، ومنهم:
١-العلاج الجراحي:
يُنصح به في كل المراحل تقريباً، ويهدف لاستئصال السرطان بشكل كامل والعُقد الليمفاوية المُحيطة.
وفي حال انتشار السرطان لأماكن أخرى تهدف الجراحة فقط لإزالة السرطان الأصلي في القولون لتخفيف الأعراض.
وفي فئة من المرضى يتم عمل جراحة لإزالة السرطان الثانوي الموجود في الكبد أو الرئتين.
٢-العلاج الإشعاعي:
هناك خلاف حول فاعليّة العلاج الإشعاعي ضد سرطان القولون، وأحياناً يُستخدم في المرحلة الأخيرة من السرطان التي انتشر فيها لأماكن أخرى بهدف تخفيف الأعراض.
٣-العلاج الكيماوي:
يعتبر حجر أساس في أكثر المراحل بعد عمل الجراحة للتأكد من عدم عودة السرطان، وفي المرحلة الأخيرة التي انتشر فيها لأماكن أخرى بهدف تخفيف الأعراض.
ولا يُستخدم الكيماوي في المرحلة الأولى وبعض أجزاء المرحلة الثانية.
يتضمن الكيماوي عدة اختيارات دوائية، وغالباً يتضمّن مجموعة من الأدوية وليس دواءاً واحداً.
من هذه الأدوية: فلورويوراسيل، وأوكساليبلاتين، وكابسايتابين.
٤-العلاج المناعي:
العلاج المناعي للسرطان هو علاج يهدف لتحسين الاستجابة المناعية للجسم ضد خلايا السرطان من خلال تسهيل التعرف عليها وتدميرها.
من أمثلته: بيمبروليزوماب، ونيفولوماب، ودوستارليمب.
٥-العلاج المُوجَّه:
يُستخدم العلاج المُوجّه لاستهداف أهداف مُعيّنة تؤدي لقتل الخلايا السرطانية.
ومن أمثلته بيفاكيزوماب الذي يستهدف الأوعية الدموية التي يصنعها السرطان لإمداده بالأكسجين والمُغذّيات.
وسيتوكسيماب الذي يستهدف المُستقبِل EGFR الموجود على سطح خلايا السرطان ويساعده على النمو.
مضاعفات سرطان القولون
هناك عدة مضاعفات للسرطان القولوني ومنها:
١-أنيميا شديدة (في حال نزول نزيف قوي ولم يُعالَج).
٢-انسداد أو ثقب في القولون.
٣-انتشار السرطان لأماكن أخرى وأكثرها الكبد، ويأتي بعده الرئتين والدماغ.
المصادر
إخلاء مسؤولية
كل المقالات المكتوبة في موقع الصحة غرضها معلوماتي فقط، وليس للاعتماد عليها في التشخيص أو العلاج أو التصرّف بناءاً عليها كبديل عن طلب الرعاية الصحّية من المُختصّين.