علاج التهاب أعصاب الساقين
تُعدّ أعصاب الساقين من ضمن الأعصاب الطرفية، والتي تشمل جميع الأعصاب التي تتصل بالدماغ والنخاع الشوكي.
أي ضرر يلحق بهذه الأعصاب يقع تحت مصطلح اعتلال الأعصاب الطرفية (Peripheral neuropathy).
التهاب أعصاب الساقين – واعتلال الأعصاب الطرفية عامةً- هو عرَض لكثير من الأمراض والحوادث، كمرض السكري، أو عدوى، أو ورم، أو نتيجة إصابة أو حادثة ما.
يؤدي التهاب أعصاب الساقين إلى أعراض مختلفة بحسب نوع العصب الذي أُصيب، فقد يؤدي إلى ضعف القدرة على الحركة، أو ضعف الإحساس، أو شعور بتنميل أو غير ذلك.
في هذا المقال سنتحدث عن علاج التهاب أعصاب الساقين، وقبل ذلك سنتحدث عن أسباب هذا المرض، والأعراض، وكيفية التشخيص.
أسباب التهاب أعصاب الساقين
١-مرض السكري:
يعاني أكثر من نصف مرضى السكري من التهاب الأعصاب الطرفية عامة، ومنها أعصاب الساقين.
يؤدي ارتفاع مستوى السكر في الدم إلى تلف في الأعصاب، وكذلك إلى ضعف في جدران الأوعية الدموية وهي المسئولة عن إمداد الأعصاب بالأكسجين والتغذية.
٢-أمراض المناعة الذاتية:
هي أمراض يهاجم فيها الجهاز المناعي للجسم بعض أعضائه بالخطأ.
ومن أمراض المناعة الذاتية التي تتسبب في التهاب أعصاب الساقين: التصلب المتعدد، ومتلازمة شوجرين، ومتلازم جيليان باريه، والتهاب المفاصل الروماتيزمي.
٣-قضمة الصقيع (Frostbite):
قضمة الصقيع هو عندما يتعرض الجسم لدرجات حرارة شديدة الانخفاض. عندما يحدث ذلك لمدة كافية تتضرر الأعصاب الطرفية للجسم ومنها أعصاب الساقين.
٤-حادث أو إصابة:
في بعض الحوادث أو أثناء الرياضة قد تتضرر الأعصاب نتيجة ضغط على العصب أو قطعه أو تمدده.
٥-وجود ورم حميد أو خبيث:
الورم هو نمو غير طبيعي لبعض خلايا الجسم. وجود ورم بالقرب من أعصاب الساقين قد يضغط عليها مما يتسبب في أعراض مزعجة.
٦-بعض أنواع العدوى:
هناك بعض الأمراض المُعدية التي تتسبب في التهاب أعصاب الأطراف مثل مرض الجُذام، والتهاب الكبد
الوبائي C.
٧-أثر جانبي لبعض الأدوية:
تتسبب كثير من الأدوية في التهاب أعصاب الأطراف، مثل:
-بعض الأدوية الكيماوية مثل سيسبلاتين وفينكريستين.
-بعض الأدوية المثبطة للمناعة مثل ليفلونومايد وتاكروليمس.
-بعض المضادات الحيوية مثل ميترونيدازول ونيتروفيورانتوين.
٨-إدمان الكحوليات:
حيث يتسبب الكحول في تدمير الأعصاب.
٩-نقص فيتامينات ب١ ب٦ ب ١٢:
لأن هذه الفيتامينات تدخل في بناء وإصلاح الأعصاب، ونقص بعضها يؤدي لفشل البناء والإصلاح.
ويحدث هذا النقص كأثر جانبي لبعض الأدوية مثل دواء السكري: ميتفورمين، أو نقص تناوله في الطعام، أو وجود أنيميا.
أعراض التهاب أعصاب الساقين
تتنوع أعراض التهاب أعصاب الساقين بين أعراض بسيطة ومتوسطة وشديدة، وتتنوع أيضاً بحسب نوع العصب المصاب: عصب حركي أم عصب حسّي أم عصب لا إرادي.
إذا كان العصب المصاب:
١-عصب حركي:
تكون الأعراض مرتبطة أكثر بالعضلات الإرادية، لأن هذه الأعصاب هي التي تتحكم في العضلات التي يتحكم فيها الفرد بشكل واعٍ. تكون الأعراض وجع في العضلات وتقلصات عضلية وصعوبة في المشي.
٢-عصب حسي:
تكون هناك أعراض مرتبطة بالتنميل، وفقدان الإحساس، أو الإحساس بوخز كأنه سكاكين طاعنة، وتغيرات في الإحساس بالحرارة، وألم. الأعصاب الحسية هي التي تنقل الإحساس بالأشياء وبالألم وبالحرارة.
٣-عصب لا إرادي:
الأعصاب اللاإرادية تصل إلى الساقين، وهي مسؤولة عن الوظائف التي لا يتحكم فيها الإنسان بوعيه، مثل التعرّق والتأقلم مع درجة الحرارة، ووظائف أخرى للأعصاب البعيدة عن الساقين كتنظيم ضغط الدم والهضم وغيرهم.
قد يتسبب تضرر هذه الأعصاب في فرط أو قلة التعرق، أو عدم القدرة على تحمل درجات الحرارة المرتفعة.
تشخيص التهاب أعصاب الساقين
في البداية يسأل الطبيب عن الأعراض التي يعاني منها المريض، وفي حال تطابقت الأعراض مع أعراض التهاب الساقين سيقوم الطبيب بعمل فحص عصبي.
الفحص العصبي هو فحص شامل لكل الوظائف العصبية كالإدراك والوعي والإحساس ورد الفعل والوقوف والحركة وغيرهم.
إذا لاحظ الطبيب أيضاً ما يؤكد وجود التهاب في أعصاب الساقين قد يطلب إجراء فحوصات تشخيصية منها:
١-تخطيط كهربية العضلات، وهي تُسجل النشاط الكهربي
أثناء وضع الراحة وأثناء وضع النشاط. انخفاض النشاط الكهربي قد يدل على وجود إصابة عصبية.
٢-دراسة توصيل الأعصاب، وهي تُظهر مدى فاعلية مرور الإشارات الكهربائية عبر الأعصاب.
٣-تصوير بالموجات فوق صوتية، أو بالرنين المغناطيسي. كلا النوعان يعرض صوراً مفصّلة للمنطقة المصابة بتَلَف الأعصاب.
علاج التهاب أعصاب الساقين
في كثير من الحالات يمكن علاج التهاب أعصاب الساقين طالما لم يحدث قطع كامل للعصب.
ولكن هناك حالات (كما في مرض السكري) يكون العلاج قادراً فقط على منع تدهور الحالة وتقليل الأعراض فقط، ولا يمكن استعادة الوضع كما كان الوضع قبل المرض.
يعتمد علاج التهاب أعصاب الساقين على مدى تضرر العصب وقابلية الشفاء الذاتي، وعلى سبب الحالة.
سنستعرض خيارات وأساليب العلاجية علاج التهاب أعصاب الساقين فيما يلي:
١-التدخل الجراحي:
إذا كان الضرر كبيراً ولا يبدو بعد فحص تخطيط الكهربية أن العصب يستشفي ذاتياً كما يجب، هنا قد يكون التدخل الجراحي هو الحل الأمثل لعلاج هذه الحالة.
هناك بعض الجراحات لإصلاح الأعصاب المتضررة، أو حتى توصيل الأجزاء المنقطعة من خلال أخذ جزء عصبي من مكان ووضعه مكان الجزء المقطوع.
هناك أيضاً جراحات تهدف لتوسعة مكان للعصب الذي يُعاني من وجود تليّف يُسبّب ضيقاً عليه.
٢-علاج السبب:
كان هناك حالة مرضيّة محددة تسببت في التهاب أعصاب الساقين مثل متلازمة شوجرين أو مرض التصلب المتعدد أو السكري، سيقوم الطبيب بعلاج الحالة حتى يتحسن الالتهاب.
٣-العلاج الدوائي:
هناك عدة خيارات دوائية تُستخدم في علاج التهاب أعصاب الساقين، ومنها:
١-باراسيتامول، ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل ديكلوفيناك، وكيتوبروفين.
٢-مُضادات الاكتئاب مثل دولوكسيتين، واميتربتالين.
٣-مضادات الصرع مثل جابابنتين.
٤-المُسكنات والمُخدّرات الموضعية: مثل ديكلوفيناك المسكن الموضعي أو ليدوكايين المُخدّر الموضعي.
٤-العلاج الطبيعي:
العلاج الطبيعي وأداء التمارين يكون لتحسين أداء العضلات وقدرتها على الحركة وتقليل تصلُّبها، واستعادة الإحساس.
المصادر
إخلاء مسؤولية
كل المقالات المكتوبة في موقع الصحة غرضها معلوماتي فقط، وليس للاعتماد عليها في التشخيص أو العلاج أو التصرّف بناءاً عليها كبديل عن طلب الرعاية الصحّية من المُختصّين.