مرض الكلى المزمن
الكليتين هما عضوان في حجم حبة الفول، ويقع كل منهما أسفل آخر عظام القفص الصدري من ناحية الظهر، في أقصى الجانب الأيمن والأيسر من الجسم.
تقوم الكلية بوظائف كثيرة ومن أهمها فلترة الدم بشكل دَوري للتخلص من السوائل والمواد الزائدة، والمواد الكيميائية والفضلات. ويُؤدي تضرّر الكلى إلى خلل في هذه الوظائف وبالتالي أثر سيء على صحة الجسم.
مرض الكلى المُزمن قليل الأعراض عامةً عند عموم الناس، أو يظهر بسببه أعراض عامة لا يمكن معرفة سببها دون تتبّع حالة المريض بالتحاليل. وبالتالي يصعب العلاج المُبكّر لهذا المرض وإيقاف التدهور.
يُركّز العلاج على وقف تدهور وظائف الكلى، ولكن لا يستطيع استعادة ما قد تلف منها.
في هذا المقال سنتحدث عن أسباب مرض الكلى المزمن وعوامل الإصابة به، وأعراضه، وكيفية تشخيصه وعلاجه، والمضاعفات الناتجة عنه.
أسباب مرض الكلى المزمن
أسباب مرض الكلى المزمن مُتعدّدة ومنها:
١-داء السكري من النوع الأول أو الثاني.
٢-مرض ارتفاع ضغط الدم.
٣-داء الكلى مُتعدّد التكيُّسات، وغيره من الأمراض الوراثية.
٤-الفشل الكلوي الحادّ، حيث قد يتطور إلى مرض الكلى المُزمن.
ومن أسباب الفشل الكلوي الحاد:
١-نقص حجم الدم.
٢-فشل القلب.
٣-ضيق الشريان الكلوي أو حدوث جلطة فيه.
٤-تدهور مرض الذئبة الحمراء.
٥-حصوات في الكلى.
٦-تضخم البروستاتا الحميد.
٧-حدوث عدوى في الكلى لاسيما مع تكرارها.
٨-التهاب كبيبات الكلى (الكبيبة هي الوحدة الأساسية للترشيح في الكلية).
٩-التهاب الكلى الخلالي (وهو التهاب أنابيب الكلى وما يحيطها)، وعادة يحدث نتيجة بعض الأدوية مثل فانكوميسين.
١٠-بعض الأدوية مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية بجرعات غير منضبطة، وبعض أدوية الضغط مثل ليسينوبريل).
عوامل الإصابة بمرض الكلى المزمن
عوامل الإصابة هي أشياء ترفع من فرصة الإصابة بالمرض، ولا تؤدي له بصورة مباشرة ومنها:
١-السمنة.
٢-التدخين.
٣-التقدّم في السنّ.
٤-عيب خَلقي في بِنيَة الكلى.
٥-العِرق. تزداد في السود والأسيويين الأمريكان.
٦-أمراض الكوليسترول والدهون الثلاثية.
أعراض مرض الكلى المزمن
إذا كان تطوُّر المرض بطيئاً (أي لم يكن نتيجة حدوث فشل كلوي حادّ)، يكون تطور الأعراض بطيئاً، وقد لا تحدث أية أعراض قبل وصول المرض لمراحله الأخيرة.
ومن هذه الأعراض:
١-تغيّر مرات التبوّل، بالزيادة أو النقص.
٢-ترغّي البول.
٣-تورُّم الكاحل.
٤-ألم في الصدر.
٥-إرهاق وفقدان شهيّة.
٦-مشاكل في النوم.
٧-قلة التركيز الذهني.
٨-جفاف وحكّة في الجلد.
٩-غثيان وتقيُّؤ.
وهذه الأعراض عامة وغير مخصوصة لمرض الكلى المُزمن فقط، مما يُصعِّب التشخيص بدون طلب اختبارات، والاطلاع على التاريخ المرضي والدوائي.
تشخيص مرض الكلى المزمن
يعتمد تشخيص مرض الكلى المزمن على معرفة الأعراض وكذلك سؤال المريض عن التاريخ المرَضي، والدوائي، والعائلي.
بعد ذلك يطلب الطبيب من المريض عمل بعض الاختبارات مثل:
١-نسبة الألبومين إلى الكرياتينين في البول:
قراءة التحليل الطبيعية تتراوح بين صفر إلى ٣٠ ملليجرام / جرام. إذ كانت فوق ال ٣٠، واستمر ذلك لأكثر من ٣ شهور يدلّ أن المريض يعاني من مرض الكلى المزمن.
٢-مستوى الكرياتينين في مصل الدم:
النتيجة الطبيعية للبالغين من الذكور هي ما بين ٠.٧٤ إلى ١.٣٥ ملليجرام/ ديسيلتر.
وللبالغين من الإناث ما بين ٠.٥٩ إلى ١.٠٤ ملليجرام/ ديسيلتر.
الارتفاع عن هذا المستوى قد يدل على وجود خلل في وظائف الكلى. ولكن يُفضل استخدام هذا الرقم ووضعه في مُعادلة رقمية مُعيّنة لتقييم ما يُعرف بمُعدّل الترشيح الكُبيبي المُقدّر، وهو ما سنتناوله في النقطة التالية.
٣-مُعدّل الترشيح الكُبَيبي المُقدّر:
تختلف نتيجته تبعاً لعدة عوامل مثل سنّه وعِرقه وجنسه ومستوى الكرياتينين في مصل الدم. تُعتبر نتيجته الطبيعية فوق ٩٠ ملليلتر/دقيقة/ ١.٧٣متر مُكعّب. كل انخفاض في الرقم يدل على تدهور وظائف الكلى.
المُعدّل الأقل من ٦٠ الذي يستمر لأكثر من ٣ شهور يدلّ أن المريض يعاني من مرض الكلى المزمن.
إذا نقص المُعدّل عن ١٥ يُوصف المريض بأنه في آخر مراحل تدهور الكلى وربما يكون قد احتاج بالفعل لعمل غسيل للكلى.
٤-مستوى نيتروجين اليوريا في الدم:
المستوى الطبيعي هو ما بين ٧ إلى ٢٠ ملليجرام لكل ديسيلتر. ارتفاعه يُعدّ نتيجة غير طبيعية، وقد يدلّ على وجود مرض الكلى المزمن. يعتبر هو أقل الاختبارات أهمية في تقييم وظائف الكلى.
قد يُطلب أيضاً بعد عمل الاختبارات عمل كلّ من:
١-أشعة فوق صوتية:
لرؤية بنية الكلية وحجمها وتقييم أي أضرار لحقت بها.
٢-أخذ خزعة:
الخزعة هي عيّنة نسيجية تُؤخذ للمساعدة على التعرف على سبب الإصابة بمرض الكلى الحادّ أو المُزمن.
علاج مرض الكلى المزمن
ليس هناك علاج قادر على استعادة وظائف الكلى التي تضررت بشكل مُزمن، بل يهدف العلاج إلى إيقاف هذا التدهور.
يكون العلاج من خلال مسارَين:
١-العلاج غير الدوائي:
-إنقاص مستوى الصوديوم الداخل للجسم.
-إنقاص الوزن.
-التوقف عن التدخين.
-تقليل كمية البروتين في الطعام.
-في حال تدهورت الكلى لدرجة بعيدة، لا يكون هناك سوى اختيارَين هما:
-غسيل كلوي.
-زراعة كلى.
٢-العلاج الدوائي:
ليست هناك أدوية مُعينة مخصصة لمرض الكلى المُزمن، ولكن يستهدف العلاج الدوائي السبب الذي أدى لتدهور وظائف الكلى.
فمثلاً يمكن تعديل الخطة الدوائية لعلاج ارتفاع الضغط والسكري واضطرابات الكوليسترول والدهون الثلاثية.
مضاعفات مرض الكلى المزمن
هناك عدة مضاعفات تنتج عن مرض الكلى المزمن ومنها:
١-أنيميا:
من وظائف الكلى أنها تُفرز هرموناً يُسمّى إريثروبويتين، وهو مسؤول عن تحفيز إنتاج كُريّات الدم الحمراء. نقص عددها سيؤدي لحدوث أنيميا.
٢-وذمة رئوية:
الوذمة هي منطقة ممتلئة بالسوائل، وتحدث الوذمة كأحد مضاعفات مرض الكلى المزمن بسبب عدم قدرة الكلى على التخاص من السوائل الزائدة.
٣-ضعف العظام:
تُعدّ الكلى هي المسؤولة عن الخطوة الأخيرة في تنشيط فيتامين د، وهو مسؤول عن تحسين امتصاص الكالسيوم من المعدة، وإعادة امتصاصه في الكلى. ويتسبب ذلك في ضعف العظام وتعرّضها للهشاشة والليونة بسبب أهمية الكالسيوم للعظام.
٤-المرحلة الأخيرة من مرض الكلى:
في هذه المرحلة تكون وظائف الكلى قد تدهورت لدرجة احتياج المريض لعمل غسيل كلوي، أو زراعة كلى حتى يظل حيّاً.
٥-مضاعفات حَمْل:
حدوث داء الكلى المزمن في فترة الحمل يحمل خطورة على كل من الأم والجنين.
٦-فرط البوتسيوم في الدم:
تُعدّ الكلى هي المسؤولة عن ضبط مستوى الكالسيوم في الدم، وضعفها وعدم قدرتها على اداء وظائفها سيؤدي لارتفاع البوتاسيوم في الدم.
وهذا له تداعيات مثل حدوث خلل في ضربات القلب وقد تؤدي للوفاة إذا زاد بطريقة كبيرة.
٧-التهاب التامور:
التامور هو الغشاء المُحيط بالقلب، وقد يحدث له التهاب بسبب مرض الكلى المزمن.
٨-أمراض القلب والأوعية الدموية:
مثل ارتفاع ضغط الدم، والسكتة الدماغية، واحتشاء عضلة القلب.
المصادر
١-مُؤسسة الكلى الوطنية الأمريكية
٢-مؤسسة الكلى الوطنية الأمريكية-٢
إخلاء مسؤولية
كل المقالات المكتوبة في موقع الصحة غرضها معلوماتي فقط، وليس للاعتماد عليها في التشخيص أو العلاج أو التصرّف بناءاً عليها كبديل عن طلب الرعاية الصحّية من المُختصّين.