استسقاء الدماغ
استسقاء الدماغ يعني تراكم السائل الدماغي النُخاعي بداخل فجوات (بُطَينات) الدماغ.
تراكم هذا السائل ينتج عنه ضغطاً على أجزاء الدماغ مما يتسبب في أعراض مختلفة بحسب سن المريض والأجزاء التي يضغط عليها السائل في الدماغ.
و السائل الدماغي النُخاعي هو السائل الذي يتحرك بين الدماغ والنخاع الشوكي في منطقة الظهر، وهو مهم لصحة الجهاز العصبي.
وجود خلل في توازن هذا السائل في أماكن تحركه ينتج عنه أعراض عصبية مؤذية.
نستعرض في هذا المقال اعراض واسباب استسقاء الدماغ، بالإضافة إلى كيفية تشخيصه، وطريقة علاجه، ونسبة انتشاره في المجتمع.
اسباب استسقاء الدماغ
ينتج استسقاء الدماغ عن عدم توازن بين كمية السائل الدماغي النُخاعي التي تُنتجها الأنسجة المُبَطِّنة لبُطَينات الدماغ، وبين الكمية التي تصل إلى الأوعية الدموية.
وقد يحدث انعدام التوازن هذا لعدة أسباب منها:
١-حدوث انسداد:
فعندما يتسبب شيء ما في إعاقة سريان السائل الدماغي النخاعي، يبدأ السائل في التراكم في بطينات الدماغ. وهذا هو السبب الأكثر شيوعاً في حالات الاستسقاء الدماغي.
٢- سوء الامتصاص:
من وظائف السائل الدماغي النُخاعي أن يحمل النواتج الثانوية لعمليات الأيض التي تتم داخل خلايا الدماغ، ثم يتم امتصاصه إلى الأوعية الدموية.
ويذهب الدم بهذه النواتج -كما يفعل مع بقية أعضاء الجسم- إلى الكليتين، حيث يتم فلترة هذه النواتج للتخلص منها.
أحياناً تحدث مشكلة في امتصاص هذا السائل مما يؤدي إلى تراكمه في الممر الدماغي النخاعي، ومن ثمّ مرض استسقاء الدماغ. ويُعدّ سوء الامتصاص أقل شيوعاً من الانسداد في حالات الاستسقاء الدماغي.
٣-الإنتاج الزائد:
تنتج خلايا الدماغ كميات أكبر من الكميات التي يتم امتصاصها من السائل الدماغي النخاعي، مما يتسبب في تراكمها، ولكن يعد هذا سبباً نادراً لاستسقاء الدماغ.
اعراض استسقاء الدماغ
تختلف أعراض استسقاء الدماغ من مرحلة عمرية إلى أخرى. فنجد أن أعراض استسقاء الدماغ في:
استسقاء الدماغ عند الرُضَّع (٠-سنتين):
١-حجم الرأس يكون كبيراً.
٢-بروز اليافوخ.
٣-نوبات عصبية.
٤-غثيان وقيء.
٥-قلة رغبة في الأكل.
٦-تأخر في مراحل النمو.
استسقاء الدماغ عند الأطفال (٢-١٨ عاماً) :
١-ضعف في الأداء الدراسي.
٢-تغير في الشخصية.
٣-تأخر في اكتساب المهارات كالمشي.
٤-مشاكل في الرؤية وحركة العينين.
٥-سلس بولي، وعدم قدرة على التحكم في المثانة البولية.
٦-فقدان شهية.
٧-كبر حجم الدماغ.
٨-رغبة دائمة في النوم.
استسقاء الدماغ عند البالغين (١٨-٦٠ عاماً):
١-تضاؤل في الذاكرة ومهارات الدماغ.
٢-مشاكل في الرؤية.
٣-عدم قدرة على التحكم في المثانة البولية.
٤-فقدان التوازن.
٥-صداع.
كبار السن (أكبر من ٦٠ عاماً):
١-فقدان الذاكرة ومهارات الدماغ.
٢-فقدان القدرة على التحكم في المثانة البولية.
٣- مشاكل في المشي.
٤-فقدان التوازن.
كيفية تشخيص استسقاء الدماغ
يعتمد تشخيص الاستسقاء الدماغي على أربعة أركان:
١- الأعراض:
وهي التي ذكرناها سابقاً.
٢- عمل آشعة على الدماغ:
وهناك عدة أنواع، منها:
-الأشعة فوق الصوتية:
تُفضل كأول اختبار للرُضّع لأنها قليلة المخاطر.
– الرنين المغناطيسي:
وهي تساعد على رؤية تضخم البُطَينات وكذلك معرفة السبب وراء المرض.
-الأشعة المقطعية:
تُظهر تفاصيل أكثر من الأشعة السينية العادية، وهي مناسبة بشكل خاص لحالات الطوارئ.
٣-عمل فحص جسدي عام:
يقوم الطبيب بعمل فحص جسدي للمريض، ليتحقق من علامات معينة تظهر مع الفحص عند مرضى استسقاء الدماغ.
٤-عمل اختبار عصبي:
يسأل الطبيب أسئلة ويقوم باختبارات بسيطة للحكم على حالة العضلات وحركتها، ووظيفة الإحساس في الجسم، والحالة العامة.
وبناءًا على الأركان الأربعة هذه، يتخذ الطبيب المختص قراره بشأن تشخيص الحالة، وإذا كانت فعلاً حالة استسقاء دماغ أم لا.
نسبة انتشار استسقاء الدماغ
تختلف نسبة انتشار الاستسقاء الدماغي من فئة عمرية إلى أخرى.
فنجد أنها ترتفع عند الرُضّع (نتيجة عيوب خَلقيّة)، وعند كبار السن الذي تخطى عمرهم ستين عاماً، وبشكل خاص من تخطى عمرهم ثمانين عاماً.
-نسبة الانتشار حول العالم عند اعتبار كل الفئات العمرية معاً حوالي ٨٥ حالة في كل مائة ألف فرد.
-نسبة الانتشار حول العالم عند الأطفال (أي كل من هم أقل من ١٨ عاماً) حوالي ٨٨ حالة من في مائة ألف فرد.
نسبة الانتشار حول العالم عند من البالغين (١٨-٦٠ عاماً) حوالي ١١ حالة في كل مائة ألف فرد.
-نسبة الانتشار حول العالم عند من تخطى عمره ستين عاماً حوالي ١٧٥ حالة في كل مائة ألف فرد.
-نسبة الانتشار حول العالم عند من تخطى عمره ثمانين عاماً حوالي ٤٠٠ حالة في كل مائة ألف فرد.
كيفية علاج استسقاء الدماغ
عدم علاج استسقاء الدماغ يترتب عليه مضاعفات قوية، كما يترتب عليه ضرر للدماغ والوظائف العقلية. لذلك من المهم للغاية تشخيص المرض مبكراً وعلاجه.
يعتمد علاج الاستسقاء الدماغي بشكل أساسي على التدخل الجراحي، وليس هناك أدوية أو أشعة علاجية لهذه الحالة.
يعتمد نوع الجراحة على سبب حالة الاستسقاء، فهناك حالات نادرة يكون السبب فيها نزيف داخلي أو ورم، وهنا يكون نوع الجراحة: جراحة إخلائية (Evacuation surgery).
ولكن عادةً مع بقية الحالات التي تأتي للأسباب المعتادة، يكون نوع الجراحة: جراحة تحويلية (Shunt surgery).
وفي هذه الجراحة يقوم الطبيب الجراح بإدخال نظام تصريف، يُسمّى تحويلة (Shunt). هذه التحويلة عبارة عن أنبوب طويل مرن يقوم بتصريف السوائل الزائدة إلى جزء آخر في الجسم كالمعدة مثلاً.
يكون طرف الأنبوب بالطبع في البُطَين الممتلئ بالسوائل، ويتم تمرير الأنبوب تحت الجلد حتى يصل الطرف الآخر إلى المكان الذي سيتم تصريف السائل فيه.
في حال نجحت الجراحة، يحظى الكثير من المرضى بحياة صحية طبيعية دون أي إعاقات صحية.
المصادر
إخلاء مسؤولية
كل المقالات المكتوبة في موقع الصحة غرضها معلوماتي فقط، وليس للاعتماد عليها في التشخيص أو العلاج أو التصرّف بناءاً عليها كبديل عن طلب الرعاية الصحّية من المُختصّين.