اعراض سرطان البنكرياس

البنكرياس أحد الأعضاء المهمة في جسم الإنسان، حيث إن له وظيفتين مهمتين: الأولى هي تنظيم مستوى السكر في الدم من خلال إفراز هرمونَي الإنسولين والجلوكاجون، والأخرى هي المساعدة في هضم الطعام من خلال العصارة البنكرياسية التي يُرسلها إلى الأمعاء الدقيقة من خلال القناة البنكرياسية.
يوجد البنكرياس خلف المعدة، ويقع رأسه عند الاثني عشر (الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة) بينما تقع مؤخرته أو ذيله بالقرب من الطحال، في يسار البطن، ويقع البنكرياس ككل أعلى سُرّة البطن.
هناك أنواع متعددة من سرطان البنكرياس، ولكن أكثرها شيوعاً هو سرطان الغدة البنكرياسيّة القنويّة (Pancreatic ductal adenocarcinoma).
عند الإشارة إلى سرطان البنكرياس فإن الإشارة تكون لهذا النوع تحديداً، وسيُستخدم تعبير سرطان البنكرياس في هذا المقال تعبيراً عنه.
يُعدّ سرطان البنكرياس رابع أكثر أنواع السرطانات تسبباً في الوفاة. ويتسبب في الوفاة عادةً خلال ٥ سنوات حيث تصل نسبة النجاة منه في أمريكا بعد مرور ٥ سنوات منه إلى ١٢% فقط. ويرجع ذلك إلى صعوبة الكشف المبكر عنه.
في هذا المقال سنتحدث بالتفصيل عن اعراض سرطان البنكرياس، وعوامل الإصابة به، وكيفية التشخيص والعلاج، وما هي المضاعفات الناتجة عنه.
اعراض سرطان البنكرياس
تتعدد أعراض سرطان البنكرياس، وتكون الأعراض مُتعلّقة بموقع البنكرياس في الجسم بالإضافة لوظائفه، ومن هذه الأعراض:
١-أعراض السكّري:
ينتج عن الإصابة بسرطان البنكرياس مرض السكّري، وذلك لأن البنكرياس أهم عضو في التحكم بمستوى السكر في الدم، لأنه المسؤول عن إفراز هرمونَي الإنسولين والجلوكاجون.
من هذه الأعراض العطش والجوع المُتكررَين، وكثرة التبوّل. يُطلق على هذا النوع من السكري النوع الثالث c.
٢-أعراض اليرقان (الصفراء):
يتسبب سرطان البنكرياس في انسداد القناة المراريّة مما يؤدي لعدم نزول العصارة المرارية -والتي تحتوي على مادة البليروبين- إلى الجهاز الهضمي وتسرّبها لبقيّة الجسم، مما يتسبب في أعراض اصفرار البشرة والعينين، ولون البول الداكن، ولون البراز الفاتح.
٣-فقدان شهيّة تناول الطعام.
٤-فقدان الوزن غير المتعمّد.
٥-إرهاق عام.
٦–ألم في البطن ناحية السُرّة، وقد يمتد للجانبين والظهر.
٧-حكّة بسبب الأملاح المرارية.
٨-في أحيان قليلة أعراض جلطة في الساق.
أسباب الإصابة بسرطان البنكرياس
من غير المعروف إلى الآن السبب الأكيد للإصابة بسرطان البنكرياس، ولكن هناك عدة عوامل من المؤكد أنها ترفع فرصة الإصابة بهذا المرض ومنها:
١-التدخين:
يُعتقد أنه يساهم بنسبة ٢٠% من نسبة الإصابات بسرطانات البنكرياس.
٢-السكري من النوع الثاني.
٣-التهاب البنكرياس المُزمن.
٤-إدمان الكحول.
٥-الإصابة بالسّمنة.
٦-كِبَر السنّ (فوق ال ٥٥ عاماً).
٧-وجود المرض في أحد أو بعض أفراد العائلة.
٨-اكتشاف وجود جينات معيّنة تدلّ على احتمال الإصابة به مثل (BRCA2)، سواء في العائلة أو في الشخص نفسه.
٩-جنس الذكور أعلى في معدّلات الإصابة.
١٠-تليّف الكبد (Cirrhosis).
١١-التعرّض المستمر للكيماويات.
تشخيص سرطان البنكرياس
يعتمد تشخيص سرطان البنكرياس على:
١-الأشعة:
تُظهر الأشعة ما هو داخل الجسم. هناك عدة أنواع من الأشعة التي تُستخدم لتشخيص سرطان البنكرياس مثل الأشعة فوق الصوتية والأشعة المقطعية والتصوير بالرنين المغناطيسي.
٢-منظار مع أشعة فوق صوتية:
المنظار هو أنبوب طويل رفيع مُزوّد بكاميرا. يتم إدخال المنظار من خلال الحلق ويمرّ عبر المسار الهضمي حتى يصل إلى المعدة.
في المعدة يُستخدم هذا المنظار المُزوّد بجهاز يُصدر أشعة فوق صوتية تستطيع تكوين صور للأنسجة القريبة ومنها أنسجة البنكرياس.
في حال رصد نموّ غير طبيعي ذو خصائص مُحدّدة يستطيع الطبيب تشخيص وجود سرطان.
٣-خزعة بنكرياسيّة:
أحياناً أثناء الاختبار السابق يكون المنظار مُزوّد بأداة خاصة تستطيع سحب عيّنة من الأنسجة البنكرياسيّة. تُأخذ العينة بعد الاختبار ويفحصها الأطباء المُختصّون لتشخيص وجود سرطان من عدمه.
هناك اختبارات أخرى ولكنها للمتابعة وليس للتشخيص مثل:
اختبار العلامة الحيوية CA19-9:
هو تحليل يُظهر نسبة وجود هذا الأنتيجين في الدم، ويُتابَع عدة مرات أثناء العلاج حيث يُعطي مؤشراً عن مدى فاعلية العلاج.
لا يمكن استخدامه للتشخيص لأنه ليس متخصصاً أو حساساً بما فيه الكفاية لتشخيص سرطان البنكرياس.
التخصص يعني ألا يرتفع مع اي نوع سرطان آخر، بينما الحساسية تعني أن يرتفع دائماً عند كل مرضى سرطان البنكرياس.
علاج سرطان البنكرياس
يتنوع علاج سرطان البنكرياس وكل أنواع السرطانات بحسب شدة السرطان ومدى تأخر أو تقدم الحالة، وهل انتشر لأماكن أخرى أم لا، وعدة عوامل أخرى. وعلى هذا الأساس يختار الطبيب إجراء جراحة استئصالية، أو العلاج الكيماوي او الإشعاعي.
على سبيل المثال، في حال لم يكن الورم زاد في الحجم فإن الجراحة الاستئصاليّة قد تنجح في علاج سرطان البنكرياس.
أما في حال زيادة حجمه لدرجة وصوله لأجزاء بعيدة عن مكان نموّه الأصلي فهُنا يُفضّل استخدام العلاج الكيماوي أو الإشعاعي أو كليهما لتقليل حجمه، وبعد ذلك يقوم الطبيب بعمل الجراحة مع فرصة نجاح أكبر لاستئصاله كليّاً.
مضاعفات سرطان البنكرياس
يؤدي عدم علاج سرطان البنكرياس بصورة فعالة إلى عدة مضاعفات منها:
١-الإصابة بمرض السكري من النوع الثالث-c:
يعتبر البنكرياس أهم عضو يتحكم في مستوى السكر بالدم لأنه يفرز هرمونَي الإنسولين والجلوكاجون اللذان يتحكمان في مستوى السكر ضعوداً وهبوطاً.
ليس فقط الإصابة بسرطان البنكرياس التي تُسبّب السكري من النوع الثالث-c، بل أيضاً استئصال البكرياس بشكل جزئي أو كلي يؤدي لذلك. يُطلق على هذا النوع من السكري أيضاً السكري البنكرياسي.
٢-انسداد القناة المرارية:
النموّ الغير طبيعي للبنكرياس يضغط على القناة المرارية فيتسبب بإغلاقها جزئياً أو كلياً. يتسبب ذلك في عدم نزولها إلى الأمعاء الدقيقة، بل واحتباسها وتسرُّبها للجسم.
احتباس العصارة المرارية حال عدم علاجه يؤدي إلى حدوث عدوى خطيرة في المرارة. كذلك احتباسها قد يؤدي لتليّف الكبد حال عدم العلاج.
وعدم نزول العصارة المرارية للأمعاء الدقيقة يؤدي لمضاعفات غذائية وسوء تغذية لأنها المسؤولة عن هضم وامتصاص الدهون والفيتامينات الذائبة في الدهون مثل فيتامينات (أ-د-ك-ه).
٣-الإصابة بجلطة في أحد الأوردة العميقة:
يحدث ذلك بصورة أقل شيوعاً ويحدث نتيجة لعوامل معقّدة مرتبطة بالسرطان. غالباً تحدث الجلطة في أحد الساقين.
٤-انسداد الأمعاء:
قد يُسبب الورم السرطاني انسداد الأمعاء بسبب ضغطه عليها، وتحديداً على الاثني عشر. يتسبب ذلك في عدم نزول الطعام المهضوم إلى باقي الأمعاء الدقيقة والقولون، ويؤدي ذلك لعدة مضاعفات كتمزّق الأمعاء أو حدوث عدوى وغيرهم.