التهاب العصب السابع

العصب السابع القحفي أو العصب الوجهي، هو العصب الذي يصل إلى الوجه ويتحكم في العضلات الخاصة بحركته وتعابيره، كما يتحكم في تذوُّق الفم، وله عدة وظائف أخرى. 

يُطلق اسم العصب السابع اختصاراً للعصب السابع القحفي، ويؤدي التهابه إلى أعراض مزعجة للغاية مثل شلل أحد نصفَي الوجه، والألم، وجفاف العينين، والفم. 

من غير المعروف السبب الأكيد لالتهاب العصب السابع، ومع ذلك هناك ترجيحات بكونه نتيجة لعدوى فيروسية مثل فيروس إبستَين بار أو الهربس النطاقي أو غيرهم.

 يعتمد التشخيص بصورة أساسية على الأعراض والفحص الجسدي، أما العلاج فيرتكز بصورة أساسية على مضادات فيروسية و كورتيكوستيرويدات.

في هذا المقال سنتحدث عن اعراض التهاب العصب السابع، وأسباب حدوثه، ونسبة انتشاره، وكيفية العلاج، وهل هو خطير، وعدّة نقاط أخرى.

اعراض العصب السابع المُلتهب

تأتي اعراض العصب السابع بصورة مفاجئة ومتصاعدة بسرعة.  ومن هذه الأعراض:

١-ضعف في عضلات أحد نصفَي الوجه، وقد يصل لمرحلة الشلل التام. ويحدث ذلك في خلال ساعات إلى أيام.

٢-فقدان القدرة على التذوق.

٣-جفاف العين بسبب عدم القدرة على إغلاقها.

٤-إحساس بالألم في الجانب المُصاب.

٥-عدم القدرة على رسم تعبير وجهي بسبب شلله أو ضعفه.

٦-عدم القدرة على إغلاق العينين والشفتين بسبب الشلل.

٧-حساسية من الصوت في الجانب المصاب.

٨-زيادة أو نقص في إفراز اللعاب والدموع.

يحدث تصاعد في الأعراض في خلال من يوم إلى أسبوع، وغالباً ما تصل الأعراض للدرجة القصوى مع اليوم الثالث.

اسباب التهاب العصب السابع

من غير المعروف إلى الآن السبب الأكيد لالتهاب العصب السابع، ولكن يتم ربطه ببعض من هذه الحالات والتي تُعد كلها عدوى فيروسية:

١-الهربس البسيط من النوع الأول:

 وهو عدوى فيروسية تصيب الفم وما حوله.

٢-الهربس البسيط من النوع الثاني:

 وهو عدوى فيروسية تصيب الجهاز التناسلي.

٣-الهربس النطاقي:

وهو عدوى فيروسية تُسبّب الحزام الناري حول الخصر.

٤-الجديري المائي:

وهو عدوى بفيروس يسمى فاريسيلّا-زوستر ويُسبّب طفحاً جلدياً في أغلب أنحاء الجسم.

٥-الإنفلونزا:

يسببها فيروس الإنفلونزا من نوع ب

عوامل الإصابة بالتهاب العصب السابع

تزيد نسبة الإصابة بالتهاب العصب الوجهي عند بعض الفئات ومنها:

١-المصابون بمرض السكري.

٢-الحوامل، وبالذات في الثلث الأخير.

٣-مرضى الضغط المرتفع.

٤-المصابون بالسمنة.

٥-المصابون بعدوى تنفسية مثل البرد والأنفلونزا.

إحصائيات حول التهاب العصب السابع

-المعدل السنوي للإصابة بهذا المرض يتراوح من ١٥-٢٠ من كل ١٠٠,٠٠٠ شخص.

– هناك حوالي ٤٠,٠٠٠ حالة جديدة سنوياً.

– تصل احتمالية الإصابة به طول مدة العمر إلى ١ لكل ٦٠ فرد.

-تصل احتمالية عودة الالتهاب مرة أخرى إلى ١٢%. 

-يصل حوالي ٧٠% من المرضى إلى الشفاء التام حتى ولو بدون علاج.

تشخيص التهاب العصب السابع

يُعتبر تشخيص هذا المرض تشخيص استبعادي، حيث يجب في البداية استبعاد الأمراض المشابهة له من حيث الأعراض.

 ومن أمثلة الأمراض المشابهة بعض الأورام أو العدوى أو مرض لايم، ولكن على رأسهم السكتة الدماغية حيث تتسبب في أعراض مشابهة لالتهاب العصب السابع وهي تُهدد حياة الإنسان.

عند الإصابة بأي نوع من الشلل وخاصة في الوجه يجب التوجه لطوارئ المستشفى على الفور.

بعد استبعاد الأسباب الأخرى، يُنظر للأعراض ومدى مطابقتها لأعراض التهاب العصب السابع.

 وكذلك يُنظر في التاريخ المرَضي حيث يدل وجود عدوى فيروسية على احتمالية كبيرة للإصابة به. 

وفي النهاية يقوم الطبيب بعمل فحص جسدي يُقيّم به الطبيب قدرة أجزاء الوجه على الحركة.

علاج العصب السابع المُلتهب

١-العلاج الدوائي:

يعتمد علاج التهاب العصب السابع بصورة أساسية على نوعين من الأدوية:

١-الكورتيكوستيرويدات:

وأهمها بريدنيزون، وبردنيزولون، وهي الخيار الأول.

تُعدّ الكورتيكوستيرويدات هي النوع الأساسي في العلاج مقارنةً بمضادات الفيروسات حيث أثبتت كفاءتها باستمرار، بينما يوجد جدل حول فاعلية مضادات الفيروسات. 

٢-مضادات الفيروسات:

مثل أسيكلوفير وفالاسيكلوفير. يكون العلاج ثنائياً: بريدنيزون مع أي منهما لا سيما في الحالات القوية.

٣-أدوية علاج الأعراض:

١-باراسيتامول: وهو مسكن عام وخافض للحرارة.

٢-مضادات الالتهاب غير الستيرويدية: مثل ديكلوفيناك وهي مسكنات ومضادة للالتهاب وخافضة للحرارة.

٣-قطرات ترطيب العين: مثل التي تحتوي على حمض هيالورونيك، وذلك بسبب الجفاف الذي قد يعاني منه المريض بسبب عدم قدرته على إغلاق العين.

٢-العلاج الطبيعي:

بالإضافة للأدوية فإن العلاج الطبيعي مفيد لكثير من الحالات، حيث قد يحدث حدوث ضمور لعضلات الوجه بسبب الشلل الذي يصيبها، فيقوم الطبيب تعليم المريض كيفية تدليك عضلات الوجه بطريقة تمنع حدوث هذا.

٣-حقنة البوتوكس:

حقنة البوتكس، أو حقنة التوكسين بوتيولينوم تُمكّن عضلات الوجه من الارتخاء، وبالتالي تُريحها بعد الانقباض المُستمرّ، وكذلك تُمكّن من إغلاق العين.

٤-الجراحة:

قديماً كان يُنصح بإجراء جراحة لتخفيف الضغط على العصب، ولكن لم يعُد يُنصح بها بسبب مخاطرها. 

هناك جراحات تجميلية للوجه يمكن عملها لتحسين شكله بعد التغيرات المحتملة التي قد تلحق به إذا طالت مدة الإصابة.

هل التهاب العصب السابع خطير

لا يُعدّ هذا التهاب العصب السابع خطيراً في كثير من الأحيان، حيث تتماثل حوالي ٧٠% من الحالات إلى الشفاء التام حتى مع عدم التدخل الدوائي.

 ومع ذلك هناك حالات تحدث لها مضاعفات. ومن هذه المضاعفات:

١-ضرر دائم للعصب السابع، وما يتبعُه من أعراض متعلقة بوظائف هذا العصب.

٢-عمى جزئي أو كلي بسبب الجفاف الزائد الدائم للعين نتيجة عدم القدرة على إغلاقها بسبب ضعف عضلات الوجه. ولذلك يُنصح بتغطية العين طوال مدة الإصابة بهذا المرض.

٣-نموّ بصورة غير الطبيعية للعصب الوجهي مما يتسبب في بعض الأعراض كحدوث حركة غير مرغوب بها لبعض أجزاء الوجه أثناء تحريك أجزاء أخرى.

 فمثلاً يمكن أن تنغلق العين أثناء محاولة الابتسام.

إخلاء مسؤولية

كل المقالات المكتوبة في موقع الصحة غرضها معلوماتي فقط، وليس للاعتماد عليها في التشخيص أو العلاج أو التصرّف بناءاً عليها كبديل عن طلب الرعاية الصحّية من المُختصّين.

المصادر

١-ميد سكيب

٢-مايو كلينك

٢-ستات بيرلز

موضوعات ذات صلة