الصداع النصفي (الشقيقة)

الصداع النصفي (الشقيقة) صُداع مُزعِج يُصيب الرأس، ويُؤدّي إلى ألم في أحد نصفَيْها ويترافق معه أحياناً غثيان أو تقيُّؤ أو رهاب من الصوت أو الضوء.

يحدث الصداع النصفي من خلال حدوث توسُّع في الأوعية الدموية، وكذلك نتيجة فرط تفعيل العصب الخامس (ثُلاثي التوائم) الإحساسي.

يُصيب الصداع النصفي جنس الإناث بصورة أكبر، ويرتبط أحياناً بالدورة الشهريّة، مما قد يُشير لوجود دور هرموني في الصُّداع النصفي. وتكون نسبة حدوثه أكبر بين ١٨-٤٤ سنة.

في هذا المقال سنتحدث عن أسباب الصداع النصفي، وأعراضه، وكيفية تشخيصه وعلاجه.

اسباب الصداع النصفي

يحدث الصداع النصفي نتيجة: 

١-الجينات والوراثة:

تلعب الجينات والعامل الوراثي دوراُ مُهماً في الإصابة بالصداع النصفي. لقد وُجِد أن احتماليّة الإصابة بالصداع النصفي تزداد ثلاثة أضعاف عند وجود أحد الأقارب مُصاباً بهذا المرض.

٢-عوامل بيئيّة:

هناك عوامل خارجيّة تعمل كمُحفِّز لحدوث نَوبة من الصداع النصفي، حيث أظهرت دراسة أن ٧٦% من المرضى في هذه الدراسة ذكروا سبباً خارجياً. ومن هذه العوامل:

١-الضغط النفسي، ذَكَر ذلك ٨٠% من الحالات.

٢-وجود حدث يُسبّب تغيُّر هرموني مثل الدورة الشهرية، والتبويض، والحَمل، ذَكَر هذا في ٦٥% من الحالات.

٣-فَوَات وجبة، ذَكَر ذلك ٥٧% من الحالات.

٤-تغيُّرات في الجو، ذَكَر ذلك ٥٣% من الحالات.

٥-نقص أو زيادة النوم، ذَكَر ذلك ٥٠% من الحالات.

٦-الروائح القويّة، ذَكَر ذلك ٤٠% من الحالات.

٧-ألم في الرقبة، ذَكَر ذلك ٣٨% من الحالات.

٨-الكحول، ذَكَر ذلك ٣٨% من الحالات

٩-الأضواء الشديدة، ذَكَر ذلك ٣٨% من الحالات.

١٠-التدخين، ذَكَر ذلك ٣٦% من الحالات.

١١-النوم المُتأخّر، ذَكَر ذلك ٣٢% من الحالات.

١٢-تأثير الحرارة، ذَكَر ذلك ٣٠% من الحالات.

١٣-بعض الأطعمة مثل الشوكولاتة-مادة الأسبارتام- مادة التيرامين، ذَكَر ذلك ٢٧% من الحالات.

١٤-مجهود بدني شاقّ، ذَكَر ذلك ٢٢% من الحالات.

١٥-العلاقة الجنسيّة،  ذَكَر ذلك ٥% من الحالات.

وهناك عوامل أخرى غير مذكورة في الدراسة، يُعتقد أنها قد تتسبّب في حدوث نَوبة صداع نصفي، ومنها:

-فرط استخدام الكافيين أو ترك الكافيين المُفاجئ.

-بعض الأدوية مثل أدوية منع الحمل- إندوميثاسين- ريسيربين-ثيوفلّين-نيفيديبين-أدوية النترات.

-أعراض الانسحاب بعد فَرط استخدام: المُسكنّات، أدوية الإرجوت- مُضادّات الاحتقان.

اعراض الصداع النصفي

تتضمّن أعراض الصداع النصفي ٣ أقسام:

١-ألم الصُّداع:

يتميّز بكونه:

  • في أحد نصفَي الرأس فقط.
  • قد يحدث أثناء أو يسوء خلال عمل نشاط بَدَني.
  • يحدث في صورة نَبَضات.
  • حدّته متوسطة إلى شديدة.
  • تحدث نقطتين أو أكثر من النقاط الأربعة السابقة.

٢-الهالة (Aura):

هو إحساس أو تغيُّرات يشعر بها المريض قبل أو أثناء حدوث نَوبة مرضيّة تُؤثّر على الدماغ، كما يحدث في مرض الصَّرَع، أو في حالتنا هذه : الصداع النصفي.

تتضمّن هذا التغيُّرات أي مما يلي:

  • تغيُّرات في الرُّؤية مثل ظهور شعاع أو هالة ضوئية أو تشوُّش في الرُّؤية.
  • تغيُرات في الإحساس، مثل الشعور بتنميل أو وخز، أو شمّ رائحة غريية.
  • صعوبات في التحدُّث.
  • تغيُّرات حركيّة مثل ضعف أحد نصفَي الجسم يتراوح بين ضعف بسيط إلى شلل النصفي.  كذلك قد تحدث صعوبة في تنسيق الحركة، أو دُوار أو تنميل، ويُعتبر ذلك نادراً (أقل من ١% من المرضى).
  • مشاكل في الشبكيّة، قد تصل للعمى المُؤقّت ١٠-٢٠ دقيقة، ويُعتبر ذلك نادراً أيضاً.
  • وفي الغالب : تحدث الهالة عادةً قبل أو أثناء الصُّداع النصفي، وتظلّ غالباً من ٥-٦٠ دقيقة، وتتدرّج في الحدوث خلال ٥ دقائق، وأحد أعراضها يكون في أحد الجانبَين فقط.

٣-أعراض أُخرى:

تتضمّن هذه الأعراض:

  • حدوث غثيان و/أو تقيُّؤ.
  • رِهَاب من الصوت، أي انزعاج شديد منه لدرجة لا تُطاق.
  • رِهاب من الضوء.
  • يمكن أن تحدث نقطة واحدة فقط أو أكثر من النقاط السابقة.

تشخيص الصداع النصفي

يعتمد تشخيص الصُّداع النصفي على معرفة ما سبق ذكره من الأعراض، بالإضافة إلى معرفة التاريخ المرَضي والدوائي والعائلي، وعمل الفحص الجسدي والعصبي.

في العادة لا يحتاج الطبيب لطلب تحاليل أو أشعة إلا في حالة صعوبة التشخيص بشكل استثنائي، أو أن تسوء الحالة بشدة.

من أمثلة الأشعة التي قد يطلبها الطبيب:

-التصوير بالرنين المغناطيسي.

– التصوير المقطعي المُحَوسَب.

 يساعد كلاهما على استبعاد الأورام أو حدوث نزيف أو تَلَف دماغي أو غير ذلك.

ومن أمثلة التحاليل:

-تحاليل وظائف الغُدّة الدرقيّة.

-تحاليل مستويات الإلكتروليتات في الدم.

-تحاليل وظائف الكبد والكلى.

-صورة الدم الكاملة.

-سرعة ترسيب خلايا الدم الحمراء.

وتساعد هذه التحاليل على استبعاد أمراض أُخرى في حال صعوبة التشخيص.

علاج الصداع النصفي

هناك علاج دوائي للصُداع النصفي، وهناك علاجات أخرى غير دوائية.

١-العلاج الدوائي:

ينقسم العلاج الدوائي للصُّداع النصفي إلى نصفين:

١-العلاج الحاد (علاج النَّوبات):

يهدف هذا النوع من العلاج إلى إيقاف أعراض النَّوبة. وهناك عدة خيارات علاجية، منها:

١-مُسكنات الألم: مثل باراسيتامول، وإيبوبروفين، وديكلوفيناك وغيرهم، وتحتوي بعض التحضيرات على كافيين لأنه يُساعد في العلاج كونه قابض للأوعية الدموية.

٢-التريبتانات: عائلة دوائية، من أمثلتها زولميتريبتان، وسوماتريبتان. تعمل هذه الأدوية على مُستقبلات السيروتونين في أعصاب الإحساس، وتقبض الأوعية الدموية، ويُؤدي ذل لتخفيف الألم.

٣-الإرجوتامينات: أدوية مُشتقة من فطر الإرجوت، ومن أمثلتها إرجوتامين، ميثيل إرجومترين/إرجونوفين، وثنائي هيدرو إرجوتامين. تعمل هذه الأدوية من خلال قبض الأوعية الدموية.

٤-بعض الأدوية الحديثة: قد لا تتوفر في بعض الدول، ومن أمثلتها: لاسميديتان، وريميجيبانت، وأوبروجيبانت، وزافيجيبانت.

 تتميز هذه الأدوية كلها مقارنةً بالتريبتانات والإرجوتامينات أنها لا تُؤثّر على الأوعية الدموية وبالتالي يمكن استخدامها عند من لديهم أمراض إقفاريّة مثل السكتة الدماغية والاحتشاء القلبي بخلاف التريبتانات والإرجوتامينات.

٥-مضادات التقيُّؤ: تُستخدم هذه الأدوية لعلاج اعراض الغثيان والتقيُّؤ، مثل ميتوكلوبراميد ودومبريدون وأوندانسيترون. 

يتميز أول دوائين أنهما لهما آثار إيجابية في علاج الصداع ذاته، كما يتميزان بأنهما يُحفزان حركة الجهاز الهضمي لأنها تقل مع مرور الوقت في نوبة الصداع النصفي.

 وبالتالي يزيد وصول أدوية الصداع النصفي مثل التريبتانات (إذا أُخذت في صورة أقراص) إلى موقع امتصاصها وبالتالي زيادة مستواها في الدم.

 ٢-العلاج الوقائي-منع النَّوبات:

هناك عدد من الأدوية يُأخذ بشكل مُنتظم (بخلاف علاج النوبات الذي يُأخذ في وقتها فقط). 

من أمثلة هذه الأدوية:

-ليسينوبريل.

-كانديسارتان.

-توبيرامات.

-حمض فالبرويك.

-بعض حاصرات مُستقبلات البيتا مثل بروبرانولول.

-بعض مضادات الاكتئاب مثل اميتربتالين.

-ريميجيبانت (يتميز أنه يعالج النوبات ويمنع حدوثها أيضاً).

-أتوجيبانت.

-إرينوماب-aooe، ووفريمانيزوماب-vfrm.

٢-العلاج غير الدوائي:

هناك عدّة خطوات يمكن اتخاذها لعلاج نَوبات الصداع النصفي والوقاية منها، وتتضمّن:

١-الجلوس في مكان مُظلِم هادئ يُساعد على تخطي رهاب الصوت والضوء في فترة النَّوبة.

٢-وضع كمّادات ساخنة أو باردة على الرأس قد يفيد أثناء النَّوبة.

٣-الابتعاد عن أكبر قدر من مُسبّبات الصُّداع النصفي التي ذُكرِت بالأعلى، وقد تساعد هذه الإجراءات على تلافي بعض للمُسبّبات:

  • ممارسة التمارين الرياضية لأنها تُخفّف التوتّّر وتُقلّل الوزن.
  • الانتظام في مواعيد النوم بدون إفراط أو نقص في عدد الساعات.
  • الانتظام في العادات الصحية مثل شرب المياه باستمرار، والنوم والاستيقاظ المبكر والاعتماد على الأكل الصحي. 

الصداع النصفي للحامل

هناك مُسبّبات الصداع النصفي بالنسبة للحامل، وتتضمّن:

-التغيرات الهرمونية.

-قلة النوم.

-الضغط النفسي.

-عدم الأكل.

وهناك اختلافات في طريقة العلاج للحامل مُقارنةً بغيرهم، وتتضمّن هذه التغيُّرات:

١-منع استخدام الإرجوتامينات (أرجوتامين، وميثيل إرجومترين/إرجونوفين، وثنائي هيدرو إرجوتامين) منعاً باتاً لأنها تُؤدي إلى حدوث إجهاض لا سيما في بدايات الحمل، وولادة مبكرة لا سيما في الثلث الأخير من الحمل.

٢-ولا توجد دراسات كافية حول مدى أمان استخدام التريبتانات في فترة حمل، ولكن أكثرهم أماناً هو سوماتريبتان، وناراتريبتان، وريزاتريبتان، ويمكن استخدامهم باستشارة الطبيب حال الاحتياج إليه.

٣-أما المُسكنات فأكثرها أماناً هو باراسيتامول، ويمكن استخدامه بأمان لأيام قليلة. أما مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل إيبوبروفين وديكلوفيناك فيجب استشارة الطبيب قبل استخدامها.

٤-الأدوية الحديثة: لاسميديتان، وعائلة الجيبانتات ليس عليها دراسات في الحمل في البشر لحداثتها. توجد دراسات على الحيوانات تقول بأن استخدام الجيبانتات في الأسابيع الأولى قد يكون آمناً.

٥-الأدوية الوقائية: يجب الرجوع فيها للطبيب، لأن بعضها يُمنع استخدامه مطلقاً، وبعضها مثل بروبرانولول يمكن استخدامه باستشارة الطبيب حيث يوازن بين فوائد واحتمالية وجود مخاطر.

٦-أما الأساليب غير الدوائية المذكورة سابقاً فيجب اتباعها قدر الإمكان.

هل الصداع النصفي من اعراض الحمل

إذا كانت المريضة تُعاني بالفعل من صداع نصفي مُنذ مُدة طويلة، فحدوث الصداع النصفي سيزداد في عدد المرّات   في الثلث الأول من الحمل وبالتالي يُمكن اعتباره إشارة لوجود حمل.

وبشكل عام يزداد عدد مرات الصُداع العادي (صداع التوتُّر) أيضاً في الثلث الأول.

المصادر

١-مايو كلينك.

٢-دراسة حول الأدوية الآمنة في الحمل.

٣-ستات بيرلز.

إخلاء مسؤولية

كل المقالات المكتوبة في موقع الصحة غرضها معلوماتي فقط، وليس للاعتماد عليها في التشخيص أو العلاج أو التصرّف بناءاً عليها كبديل عن طلب الرعاية الصحّية من المُختصّين.

موضوعات ذات صلة