تضخم البروستاتا الحميد
تضخم البروستاتا يُطلق عند عموم الناس اختصاراً لتضخم البروستاتا الحميد. حوالي ٥٠% من الرجال الأكبر من ٥٠ عاماً تظهر عليهم أدلة على تضخم البروستاتا الحميد.
البروستاتا غُدّة تقع أسفل المثانة البولية، وتحيط بالجزء العلوي من الإحليل (القناة البولية/مجرى البول) التي تنقل البول من المثانة لخارج الجسم.
وظيفة البروستاتا أنها مسئولة عن تحويل التستوستيرون إلى صورته النشطة، وكذلك إنتاج السائل الذي يختلط بالحيوانات المنوية ليُشكّلا معاً السائل المنوي.
وتُظهر الإحصاءات في الولايات المتحدة الأمريكية أن نسبة الانتشار تصل ل ٧٠% عند الفئة العمرية ٦٠-٦٩ عاماً، وأعلى من ٨٠% عند من تخطى ٧٠ عاماً.
أغلب الظن أن تضخم البروستاتا نتيجة تقدم العمر وتراكم إفراز التستوستيرون على مر السنوات.
في هذا المقال سنتحدث عن اعراض تضخم البروستاتا، وأسبابه، وكيفية التشخيص، وطريقة العلاج.
اعراض تضخم البروستاتا
يمكن تصنيف اعراض تضخم البروستاتا إلى فئتين:
١-الأعراض الانسدادية:
هي الأعراض الناتجة عن تضخم البروستاتا وإغلاقها الجزئي للقناة البولية بالضغط على جدارَيها، مثل:
-صعوبة التبوّل.
-نزول كمية قليلة من البول.
-الضغط على العضلات للتبول.
-تقطّع في نزول البول أثناء عملية التبول.
٢-الأعراض التهيُّجية:
هي الأعراض الناتجة عن محاولة المثانة التغلب على هذا الانغلاق من خلال انقباض عضلاتها بقوة أكبر لكي تدفع البول في هذا الممر الضيق، ومن هذه الأعراض:
-إلحاح مفاجئ للتبول.
-زيادة عدة مرات التبوّل.
-الاستيقاظ للتبوّل ليلاً أكثر من مرة واحدة.
-سلَس بولي، أو تبول لا إرادي.
اسباب تضخم البروستاتا
من غير المعروف حالياً السبب الأكيد لهذا المرض، ولكن يُرجح أن السبب هو الإفراز التراكمي لهرمون التستوستيرون في الرجل على مدار العمر.
يُقوم هرمون التستوستيرون بأمرين:
١-يُحفّز هرمون التستوستيرون في صورته النشطة نمو أحد نوعَي أنسجة البروستاتا وهي الأنسجة الغُدّيّة، فتتضخم البروستاتا.
٢-يتحول بعض من التستوستيرون إلى إستروجين في الأنسجة الطرفية للذكور، ويقوم الإستروجين بتحفيز نمو النوع الثاني من أنسجة البروستاتا وهي الأنسجة العضليّة مما يؤدي للتضخم.
عوامل تزيد اعراض تضخم البروستاتا
هناك أيضاً أدوية وأمراض تعتبر من أسباب زيادة الأعراض، فمثلا بالنسبة ل:
الأعراض الانسدادية:
يساهم فيها بعض الأدوية كمضادات الهيستامين مثل فيكسوفينادين، ومضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات مثل اميتربتالين.
وكذلك يُساهم في الأعراض الانسدادية بعض الأمراض مثل: مرض تضيُّق مجرى البول.
الأعراض التهيّجية:
يساهم فيها بعض الأدوية مثل الكافيين والأدوية المُدرّة للبول.
كذلك يساهم فيها بعض الأمراض مثل السكري وبعض الأمراض العصبية مثل شلل الرعاش والتصلب المتعدد.
تشخيص تضخم البروستاتا
يقوم الطبيب ويطلب إجراء عدة اختبارات لتشخيص هذا المرض، وتقييم درجته ومعرفة إذا كانت هناك تفاقمات.
من هذه الاختبارات:
١-تقييم مستوى الأنتيجين النوعي/المُميِّز للبروستاتا:
يكون مستواه أعلى من ١.٥ نانوجرام/ملليلتر عند مرضى تضخم البروستاتا لكن أقل من ٤نانوجرام/ملليلتر.
إذا تخطى ٤ نانوجرام/ملليلتر فإن هذا قد يدل على وجود سرطان في البروستاتا.
٢-تقييم سرعة التبول:
يشرب المريض المياه حتى تمتلئ مثانته، ثم يتبوّل وأثناء ذلك يقوم بحساب عدد الثواني.
يجب أن تكون سرعة التبول أعلى من ١٠ملليلتر/ثانية. إذا كانت أبطأ/أقل من ذلك فهذا يعني وجود أعراض انسدادية.
٣-تقييم حجم البروستاتا:
يقوم الطبيب بإدخال أصبعه من فتحة الشرج حتى يصل للبروستاتا ويقيم وزنها. إذا كان وزنها أعلى من ٢٠ جرام فهذا يعني وجود تضخم.
٤-تقييم كمية البول المتبقية بعد إفراغ المثانة:
يتم ذلك باستخدام قسطرة (أنبوب) بولية يتم إدخالها إلى المثانة بعد التبول لقياس كمية البول المتبقية في المثانة.
بقاء أكثر من ٥٠ ملليلتر يدل على وجود أعراض انسدادية، ويُنذر بوجود عدوى متكررة.
٥-تحليل البول:
يتم تحليل البول لمعرفة وجود عدوى من عدمه، وفي حال وجود عدوى تُجرى مزرعة للبكتيريا واختبار حساسية لمعرفة نوعها والمضاد الحيوي المناسب لها.
كذلك يُمكّن تحليل البول من التكهن المبدئي بوجود أمراض أخرى مثل النقرس أو وجود حصوة. في حال وجود علامات على ذلك تُجرى تحليلات أخرى للتأكيد ثم العلاج.
٦-خزعة البروستاتا:
يتم إدخال إبرة مُخصّصة لهذا النوع من الاختبارات، وتُأخذ عيّنة من نسيج البروستاتا، ثم تُفحص هذه العيّنة.
ومن خلال الفحص يُعرف إذا كانت البروستاتا طبيعية، أو تعاني من تضخم، أم يوجد بها سرطان.
علاج تضخم البروستاتا
١-العلاج الدوائي:
هناك عدة أنواع من الأدوية تعالج تضخم البروستاتا، كلٌّ منها يعمل بطريقة مختلفة، وبعضها يعالج الأعراض الانسدادية والآخر يعالج الأعراض التهيّجية. تشمل هذه الأنواع:
١-مُثبّطات مُختزِل الألفا-٥:
تشمل هذه العائلة دوائين هما: دوتاستيرايد، وفيناستيرايد.
يقوم هذا الدواءان بتثبيط الإنزيم مُختزِل الألفا والذي يعمل على تحويل التستوستيرون لصورته النشطة، وهي المسؤولة عن نمو الأنسجة العضلية مما يؤدي لتضخم البروستاتا.
هذه الأدوية فعّالة في تقليل الأعراض الانسدادية لكنها تحتاج لوقت قد يصل ل ٦ أشهر.
كذلك هي النوع الوحيد الذي يمنع مضاعفات تضخم البروستاتا لكونها الوحيدة التي تقلل تضخمها بل تؤدي لانكماشها، مما يؤدي لتحسُّن الأعراض.
بالإضافة لذلك فهي تمنع الاحتياج لإجراء جراحة لاستئصال البروستاتا.
٢-حاصرات مستقبلات الألفا:
تشمل هذه العائلة عدة أدوية مثل دوكسازوسين، وتامسولوسين، وسيلودوسين، وألفوزوسين.
تقوم هذه العائلة بإغلاق مستقبلات الألفا مما يؤدي إلى ارتخاء عنق المثانة (الذي يُضيّق على القناة البولية عند انقباضه).
وتؤدي هذه الأدوية لتحسّن كبير في الأعراض الانسدادية خلال أيام إلى أسابيع، ويجب تدريج الجرعة تصاعدياً تفادياً للأعراض الجانبية القوية كهبوط الضغط.
٣-تادالافيل:
يعمل تادالافيل غالباً على إرخاء عضلات عنق المثانة مثل حاصرات مستقبلات الألفا ولكن بطريقة مختلفة عنها.
يُستخدم أيضاً هذا الدواء أيضاً في علاج ضعف الانتصاب، ويحدث ضعف الانتصاب غالباً عند مرضى تضخم البروستاتا، وبالتالي فإن له استخدام ثنائي في هذه الحالة.
٤-مضادات الكولين:
تشمل هذه العائلة أدوية كثيرة وأكثرها استخداماً في تضخم البروستاتا: داريفيناسين، وسوليفيناسين.
تُغلق هذه الأدوية مستقبلات الكولين مما يؤدي لتقليل انقباض عضلات المثانة الذي يتسبب في إنزال البول مما يُحسّن الأعراض التهيّجية.
٥-ميرابيجرون:
ميرابيجرون يُفعّل مستقبلات بيتا ٣، مما يقلل تهيّج عضلات المثانة ويمنع الأعراض التهيّجية.
يُعتبر هذا الدواء اختيار بديل لمضادات الكولين حال عدم فعاليتها أو عدم تحمّل آثارها الجانبية، أو اختيار إضافي لها حال عدم فاعليتها.
٢-التدخل الجراحي:
يُلجأ لاستئصال البروستاتا في حال عدم نجاح التدخل الدوائي، أو كانت هناك مشاكل بالكلى، أو كان هناك إصابات متكررة بحصوات المثانة أو العدوى البولية.
المصادر
إخلاء مسؤولية
كل المقالات المكتوبة في موقع الصحة غرضها معلوماتي فقط، وليس للاعتماد عليها في التشخيص أو العلاج أو التصرّف بناءاً عليها كبديل عن طلب الرعاية الصحّية من المُختصّين.