خمول الغدة الدرقية 

الغدة الدرقية عضو صغير على شكل فراشة يقع حول القصبة الهوائية. يصيب الغدة الدرقية أمراض قد تؤدي إلى فرط أو قصور نشاطها.

 أما خمول الغدة الدرقية فهو مرض يؤدي إلى نقص مستوى هرمون الغدة الدرقية.

وينتج عن هذا المرض أعراض مزعجة عديدة مثل زيادة الوزن وعدم القدرة على تحمّل البرودة.

يحدث خمول الدرقية لأسباب مُتعددة مثل استئصالها جراحيّاً كُلّياً أو جزئيّاً، أو تعرضها للإشعاع، أو نتيجة هجوم ذاتي من الجهاز المناعي.

 وفي حال عدم علاج هذا المرض قد تحدث بعض المضاعفات مثل مشاكل القلب. 

في هذا المقال سنتحدث عن أسباب خمول الغدة الدرقية، وأعراضه، وكيفية تشخيصه وعلاجه، ومضاعفاته.

أسباب خمول الغدة الدرقية

-يحدث خمول الغدة الدرقية لأسباب كثيرة منها:

١-الاستئصال الجراحي:

في بعض الأحيان يحتاج مرضى فرط نشاط الغدة الدرقية إلى استئصالها جُزئياً أو كلياً، مما قد يتسبب في تحول الحالة من فرط نشاط الغدة الدرقية إلى قصور نشاط الغدة الدرقية.

٢-العلاج الإشعاعي:

في علاج بعض أنواع الأورام يُحتاج إلى علاج إشعاعي، وقد يصيب هذا الإشعاع الغدة الدرقية مما يؤدي لحدوث قصور في نشاطها.

٣-بعض الأدوية:

هناك عدد من الأدوية قد يؤدي لخمول الغدة الدرقية مثل دواء أميودارون الذي يعالج عدم انتظام ضربات القلب، ودواء الليثيوم الذي يعالج مرض ثنائي القطب.

٤-المناعة الذاتية:

هناك بعض الأمراض المناعية التي يحدث فيها هجوم للجهاز المناعي بالخطأ على الغدة الدرقية، مثل مرض هاشيموتو. تُسمى هذه الأمراض أمراض المناعة الذاتية.

٥-مشاكل خَلقيّة:

هناك نسبة من حديثي الولادة يعانون من قصور خَلقي في الغدة الدرقية. تتراوح هذه النسبة بين واحد إلى كل ألفين أو ٤ آلاف طفل.

٦-الحمل:

في بعض الأحيان يتسبب الحمل في خمول الغدة الدرقية. يجب علاج ذلك لأنه قد يؤدي لفقدان الحمل، أو الولادة المبكرة أو غير ذلك من المخاطر.

٧-مشاكل في الغدة النخامية:

وحود مشاكل في الغدة النخامية كالأورام مثلاً يؤدي لنقص إنتاج الهرمون المحفز للغدة الدرقية. هذا الهرمون مهم لتشجيع الغدة الدرقية على إنتاج الهرمونات.

٨-نقص اليود في الوجبات:

يعتبر اليود مهماً للغاية في تصنيع هرمونات الغدة الدرقية. نقص اليود في الوجبات باستمرار قد يؤدي لخمول الغدة. 

-هناك أيضاً عوامل ترفع من فرصة الإصابة بخمول الدرقية، برغم أنها ليست سبباً مباشراً لذلك ومنها:

١-التقدّم في السنّ.

٢-وجود تاريخ عائلي من خمول الدرقية.

٣-وجود أمراض مناعة ذاتية أخرى مثل السكري النوع الأول.

٤-جنس الإناث، لا سيما مع  قصر القامة ووجود نقص في مؤشر كتلة الجسم (Body mass index) في مرحلة الطفولة .

أعراض خمول الغدة الدرقية

في كثير من الأحيان تكون الأعراض غير واضحة، ولذلك يُفضّل توسيع هامش الشكّ: أي الاشتباه في وجود خمول في الدرقية مع عدد قليل من الأعراض أو قلة حدتها.

 من هذه الأعراض: 

١-الإرهاق العام.

٢-زيادة الوزن.

٣-عدم القدرة على تحمّل البرودة.

٤-الإمساك.

٥-جفاف الجلد.

٦-بطء ضربات القلب.

٧-ألم في العضلات.

٨-مشاكل في الذاكرة.

٩-اكتئاب.

١٠-عدم انتظام الدورة الشهرية، أو دورة  شهرية ثقيلة

١١-تغيّرات في الصوت كضعفه أو بحّة في الصوت.

١٢-جفاف الشعر وهشاشته أو تقصّفه وتساقطه.

تشخيص خمول الغدة الدرقية

يعتمد تشخيص الغدة الدرقية على معرفة التاريخ المرضي والدوائي ومعرفة الأعراض في البداية.

 بعد ذلك يأتي دور الفحص الجسدي الذي يقوم به الطبيب، والتحاليل التي تتم على المريض.

١-الفحص الجسدي:

من العلامات الجسدية التي يجدها الطبيب في المريض:

١-بُطء ضربات القلب.

٢-جفاف الجلد.

٣-تقصّف الشعر.

٤-شحوب البشرة وربما اصفرارها.

٥-تضخّم في حجم الغدة.

٦-بطء الحديث والحركة.

٧-ضخامة اللسان.

٨-بطء استجابة الكاحل الارتخائيّة.

٢-التحاليل:

١-تحليل الهرمون المُحفز للغدة الدرقية: 

في العادة يكون مستوى هذا الهرمون مرتفع عند مرضى خمول الدرقية. 

يحدث هذا الارتفاع كمحاولة من الغدة النخاميّة لتحفيز الغدة الدرقية للتغلب على حالة الخمول.

٢-تحليل هرمونَي الغدة الدرقية T4 و T3:

يُعدّ تحليل T4 أكثر شيوعاً، ويكون مستوى هذا الهرمون قليلاً في بعض حالات الخمول. 

في حالات أخرى يكون مستوى هذا الهرمون طبيعي، برغم وجود ارتفاع في مستوى الهرمون المُخفز للدرقية.

 هذه الحالات تتطلب علاجاً في بعض الأحيان لذلك لا يجب إهمالها.

علاج خمول الغدة الدرقية

يعتمد علاج خمول الغدة الدرقية بصورة أساسية على هرمون الغدة الدرقية المُصنّع: ليفوثيروكسين

يوجد هذا الهرمون في صورة أقراص تؤخذ عن طريق الفم، ويتم ضبط جرعته بالمتابعة مع الطبيب وتحليل مستوى الهرمون في الدم دوريّاً. 

ويجب عمل تحليل حتى بعد تغيير العلامة التجارية للدواء، لأن هامش الخطأ في مستواه في الدم ضيّق بخلاف أكثر الأدوية الأخرى.

يؤخذ ليفوثيروكسين صباحاً قبل الأكل بنصف ساعة على الأقل، ولا يؤدي الدواء إلى أعراض جانبية طالما يُؤخذ بالجرعات المناسبة فقط. 

في حال أخذ جرعات زائدة سيحدث فرط نشاط للغدة الدرقية بما يترافق مع ذلك من أعراض.

مضاعفات خمول الغدة الدرقية

هناك عدة مضاعفات قد تنتج عن عدم أو تأخر أو سوء علاج خمول الغدة الدرقية ومنها:

١-العُقم:

يؤدي خمول الغدة الدرقية لضعف التبويض عند الإناث، مما قد يُسبّب عُقماً. 

٢-مشاكل القلب:

قد يؤدي قصور الغدة الدرقية على المدى الطويل لأمراض الشرايين التاجية، لأنه يتسبب في رفع مستوى الكوليسترول قليل الكثافة (نوع الكوليسترول السيّء).

يؤدي قصور الدرقية لمرض فشل القلب أيضاً.

٣-مرض جويتر:

لتعويض نقص الهرمون الدرقي تقوم الغدة النخامية بزيادة تحفيز الغدة الدرقية للتغلب على خمولها من خلال إفراز الهرمون المُحفز للغدة الدرقية.

 يؤدي ذلك لتضخم الغدة الدرقية حجماً، ويتسبب ذلك في مشاكل في البلع والتنفس بسبب موقع الغدة الدرقية في الحَلق.

٤-اعتلال الأعصاب الطرفية:

عدم علاج خمول الدرقية لمدة طويلة يتسبب في ضرر للأعصاب الطرفيّة. يظهر ذلك في صورة وخز وتنميل وألم في الذراعين والرجلين.

٥-عيوب خَلقيّة:

عدم علاج خمول الغدة الدرقية للحامل قد يتسبب في عيوب خَلقيّة للمولود. 

المصادر

١-ستات بيرلز

٢-مايو كلينك

٣-ميد سكيب

إخلاء مسؤولية

كل المقالات المكتوبة في موقع الصحة غرضها معلوماتي فقط، وليس للاعتماد عليها في التشخيص أو العلاج أو التصرّف بناءاً عليها كبديل عن طلب الرعاية الصحّية من المُختصّين.

موضوعات ذات صلة