علاج الارق
يُعدّ الأرق نوع واحد من اضطرابات النوم المتعدّدة التي تصيب عدد كبير من الناس.
يُعرّف الأرق بأنه عدم القدرة على إما الدخول في النوم، أو الاستمراريّة بلا انقطاع، أو النوم مدة كافية، رغم وجود فرصة مناسبة كالهدوء والظلام والفراش المُريح.
وقد تحدث مشكلة واحدة من هذه المشكلات، أو أكثر من مشكلة في نفس الوقت.
يؤثر الأرق على جودة الحياة والراحة بشكل عام، ويؤدي لانخفاض التركيز والإنتاجية وسوء المزاج.
قد يكون الأرق حاداً أي قصير المدة يدوم لبعض الأيام الأسابيع، وقد يكون مستمراً أي يستمر لثلاثة شهور على الأقل.
في هذا المقال سوف نتحدث عن علاج الارق وعدم النوم، وأسبابه، وكيفية تشخيصه ومعرفة سببه، وبعض الإحصاءات المرتبطة به.
اسباب الارق
هناك أسباب كثيرة للأرق، ومن هذه الأسباب:
١-الاضطرابات النفسية كاضطراب القلق العام، والاكتئاب، واضطراب ما بعد الصدمة.
٢-بعض الصفات الشخصية كالكماليّة (Perfectionism)، والعصبيّة، وغيرهم.
٣-بعض الأمراض والمشكلات العامّة مثل الأمراض التنفسيّة، والارتجاع المرّيئي، ومتلازمة تململ الساقين، وفرط نشاط الغدة الدرقية، والألم المزمن.
٤-الضغوطات النفسيّة عامةّ، وإدمان الكحول أو المخدرات، والطلاق وموت الأحباب وغيرها.
٥-تناول المنبّهات كالمشروبات التي تحتوي على نيكوتين مثل الشاي والقهوة.
٦-صفة النوم الخفيف، الذي يستيقظ صاحبها بسهولة نتيجة أدنى صوت أو حركة.
٧-النوم والاستيقاظ في أوقات مختلفة باستمرار، أو العمل ليلاً، أو السفر لمناطق زمنية مختلفة. كل ذلك يؤدي لاضطراب في الساعة الداخلية للجسم.
٨- بعض الأدوية، مثل أدوية البرد التي تحتوي على كافيين أو مادة فينَيل إفرين، وبعض مضادات الاكتئاب.
٩-عادات النوم السيئة مثل:
-النوم في وجود إضاءة أو ضوضاء.
-مشاهدة التلفاز أو نشاط آخر أثناء التواجد في الفراش.
– تناول كمية زائدة من الطعام قبل النوم مما يسبب ارتجاع.
١٠-يزيد الأرق شيوعاً مع التقدم في العمر، حيث تحدث تغيرات في نمط النوم والساعة الداخلية للجسم، كما تزداد نسبة حدوث بعض الأمراض مثل:
-متلازمة تململ الساقين.
-وانقطاع النفس النَومي.
-تضخم البروستاتا (تبوُّل ليلاً عدة مرات ).
-وتؤدي قلة النشاط الجسدي إلى قلة جودة النوم ليلاً.
إحصائيات الارق
تصل نسبة الإصابة بالأرق إلى ما بين ١٠ إلى ١٥% من عموم السكان بحسب الإحصائيات في الولايات المتحدة الأمريكية.
يُلاحظ زيادة نسبة الأرق عند النساء الكبيرة في السن، لا سيما بالقرب أو بعد انقطاع الدورة الشهرية.
ويصل معدل استمرار مشكلة الأرق المزمن لأكثر من ٥ سنوات إلى ٤٠% من مرضى الأرق.
تشخيص الارق
هناك عدة خطوات يقوم بها الطبيب لتشخيص سبب الأرق.
١-عادات النوم:
في البداية يسأل الطبيب عن عادات النوم لدى مريض الأرق ويتأكد أنه يتبع عادات نوم صحية وسليمة، ويقوم بتصحيح وإرشاد المريض بخصوص كل العادات الخاطئة.
٢-التاريخ المَرَضي:
يسأل الطبيب عن كل الأمراض المزمنة التي يعاني منها المريض.
كما يسأل عن أعراض كل الأمراض المزمنة التي قد تُسببّ الأرق مثل الارتجاع المريئي والاكتئاب وغيره، حيث قد يكون أحد هذه الأمراض هو المشكلة.
٣-دراسة النوم أو تخطيط النوم:
هو فحص يتم فيه استخدام عدة أجهزة لتقييم حالة الجسم أثناء النوم من حيث ضربات القلب، وموجات الدماغ، ومعدل التنفس، وحركات العينين والساقين، وغير ذلك.
يمكن عمل هذا الاختبار في الوحدات الصحية أو في المنزل أيضاً، ويمكن إجراؤه ليلاً أو نهاراً حسب وقت نوم الشخص العادي.
قد يوصي الطبيب بعمل هذا الفحص في حال لم يكن هناك أي سبب واضح للأرق عند المريض، أو في حال اشتبه في وجود أي من الحالات الآتية:
١-متلازمة تململ الساقين.
٢-انقطاع النفس النومي.
٣-اضطراب حركة العين السريعة السلوكي النومي.
٤-المشي أو سلوك غريب أثناء النوم.
علاج الارق وعدم النوم
هناك طُرُق غير دوائية يُفضل اتباعها قبل استخدام أدوية لعلاج الارق، ومنها:
١-تحسين ظروف النوم من حيث الظلام والهدوء وراحة الفراش.
٢-ابتعاد مريض الأرق عن العمل أو الأكل أو استخدام اللاب توب أو مشاهدة التلفاز على الفراش، لا سيما قبل النوم.
٣-يُطلب من المريض تثبيت مواعيد نومه، وكذلك محاولة عدم العمل بالليل، والعمل في الصباح.
٤-هناك بعض التمارين يوصي بها الطبيب للاسترخاء، وتمارين أخرى للتنفس، وضربات القلب وارتخاء العضلات.
٢-أما أدوية علاج الارق فأكثرها يحتاج إلى وصفة طبية من الطبيب ليتمّ صرفها وحتى تكون آمنة، وتشمل الآتي:
١- عائلة بينزو داي آزيبين:
مثل تيم أزيبام، وترايازولام، وكلاهما يفيدان من لديه مشكلة الدخول في النوم، بينما تيم أزيبام فقط يحافظ على استمرارية النوم ويطيل مُدّته حيث تصل مدة عمله ل٧-٨ ساعات.
من الآثار الجانبية لهذه العائلة: الاعتماديّة (أي عدم القدرة على النوم بدونها)، واحتياج زيادة الجرعة كل فترة (Tolerance)، واحتماليّة إدمانها.
ولذلك يُشدّد قانونيًا في الحصول على وصفة من الطبيب ليتم صرفها من الصيدلية أو المستشفى.
٢-عائلة ناهضات مستقبلات بينزو داي آزيبين:
مثل إيزوبيكلون، وزولبيديم، وزاليبلون، وكلها تحل مشكلة الدخول في النوم. بينما أول اثنان فقط يحافظان على استمرارية النوم وطول مدته.
تقل الأعراض الجانبية لهذه العائلة مقارنة بالعائلة السابق ذكرها، ولكن لا تختفي بشكل تام ويجب متابعة الطبيب.
٣-هرمون الميلاتونين:
هو هرمون طبيعي في الجسم ينظم دورة النوم، وتزداد فائدته عند كبار السن. لا يحتاج هذا الهرمون لوصفة طبية.
ويتعارض ميلاتونين جانبياً مع الطعام لذلك يجب تبكير وجبة العشاء قبل أخذ هذا الدواء.
٤-ناهضات مستقبلات الميلاتوتين:
مثل دواء راملتيون ومدته متوسطة تناسب الإدخال في مرحلة النوم، وآثاره الجانبية قليلة.
لا يتواجد هذا الدواء حتى الآن في كل الدول.
٥-بعض الأدوية المضادة للاكتئاب:
مثل ميرتازابين، واميتربتالين بجرعات قليلة لتجنب الآثار الجانبية. تحتاج هذه الأدوية لوصفة طبية ومتابعة الطبيب.
تناسب هذه الأدوية مرضى الاكتئاب الذين يعانون مشاكل في النوم.
٦-بعض الأدوية المضادة للذهان:
مثل كويتايابين وأولانزابين بجرعات قليلة لتجنب الآثار الجانبية. تحتاج هذه الأدوية لمتابعة الطبيب.
تناسب هذه الأدوية مرضى الذهان (Psychosis) الذين يعانون مشاكل في النوم.
٧-بعض الأدوية المضادة للتشنجات:
مثل جابابنتين بجرعات قليلة لتجنب الآثار الجانبية، مثل أعراض الانسحاب وغيرها. ويحتاج لمتابعة طبيب.
المصادر
إخلاء مسؤولية
كل المقالات المكتوبة في موقع الصحة غرضها معلوماتي فقط، وليس للاعتماد عليها في التشخيص أو العلاج أو التصرّف بناءاً عليها كبديل عن طلب الرعاية الصحّية من المُختصّين.