فرط نشاط الغدة الدرقية
فرط نشاط الغدة الدرقية هو أحد الأمراض الشائعة لهذه الغُدّة. في هذا المرض يزداد إفراز الهرمون الدَرَقِي مقارنةً بالمستويات الطبيعية له عند الأصحّاء.
يُلاحظ زيادة مُعدّلات الإصابة بهذا المرض عند النساء مُقارنةً بالرجال، كما يلاحظ زيادته أيضاً عند المُدخّنين.
يتسبب فرط نشاط الغدة الدرقية في فقدان الوزن، وعدم تحمل درجات الحرارة المرتفعة، وتساقط الشعر، وضعف العضلات وأعراض أخرى.
ويتضمن علاج هذا المرض بعض الأدوية المضادة لنشاط الغُدَّة، وفي بعض الأحيان يمكن اللجوء للتدخل الجراحي لإزالة جزء من الغدة، أو كلها في بعض الأحيان.
في هذا المقال سنتحدث عن اعراض فرط نشاط الغدة الدرقية، وأسباب حدوثه، وعوامل الإصابة به، وكيفية تشخيصه، وطُرُق علاجه.
اعراض فرط نشاط الغدة الدرقية
يتسبب زيادة نشاط هذه الغُدّة في زيادة مستوى التمثيل الغذائي، وزيادة مستويات الأدرينالين والنور أدرينالين في الجسم، مما يتسبب في الأعراض التالية:
١- فقدان الوزن دون تعمد.
٢-التوتر والعصبية.
٣-ضعف في العضلات.
٤-إرهاق عام وعدم تحمل القيام بمجهود.
٥- جحوظ العينين.
٦-رعاش اليد.
٧-فرط التعرق.
٨-مشاكل في النوم.
٩-اضطرابات في الدورة الشهرية لدى النساء.
١٠- سرعة في ضربات القلب، وعدم انتظامها في بعض الأحيان.
أسباب فرط نشاط الغدة الدرقية
هناك أسباب كثيرة لزيادة نشاط الغدة الدرقية، منها ثلاثة أسباب هي الأكثر شيوعاً وهي:
١-مرض جريفز (Grave’s disease):
وهو من أمراض المناعة الذاتية التي يهاجم فيها الجهاز المناعي أنسجة أو أعضاء الجسم نفسه بالخطأ.
في هذا الداء ترتبط أنواع من الأجسام مضادة بمستقبلات معينة في الغُدَّة مما يتسبب في زيادة نشاطها. ومن المرجح وجود دور للعامل الجيني في هذا المرض.
٢-مرض جويتر متعدد العُقَيدات السُمِّي (Toxic multinodular goitre):
في مرض جويتر تتضخم الغدة الدرقية بشكل كبير وواضح للعينين، وهناك عدة أشكال لمرض جويتر منها تضخم الغدة مع ظهور عدة عُقَيدات أو تورمات صغيرة لها.
يُقيّم الطبيب كل عُقَيدة ليتحقق من وجود سرطان من عدمه.
٣-الورم الحميد السام (Toxic adenoma):
وفيه يحدث ورم في الغدة قادرعلى إنتاج الهرمون الدَرَقي بدون التنسيق مع الهرمون المسئول عن ذلك وهو الهرمون المحفز للغدة الدرقية.
ولا يرقى هذا الورم لأن يكون ورماً خبيثاً.
٤-أسباب أخرى:
من هذه الأسباب:
٤-زيادة أو نقص مستوى اليود.
٥-وجود ورم حميد في الغدة النخامية يفرز الهرمون المحفز للغدة الدرقية.
٦-تناول بعض الأدوية مثل : أميودارون، والليثيوم.
٧-الحالات المرتبطة بزيادة مستوى هرمون HCG.
عوامل الإصابة بفرط نشاط الغدة الدرقية
تختلف عوامل الإصابة بالمرض عن أسبابه، فالعوامل هي مجرد أشياء ترفع فرص الإصابة بالمرض دون أن تتسبب في حدوثه بطريقة مباشرة وأساسية.
من هذه العوامل في مرض فرط نشاط الدرقية:
١-تزداد مستويات الإصابة لدى النساء مقارنةً بالرجال.
٢-كذلك تزداد مستويات الإصابة عند المدخنين.
٣-أن تكون الوجبات اليومية شحيحة اليود أو كثيرة اليود.
٤-نقص عنصر السيلينيوم في الوجبات اليومية.
٥-وجود استعداد جيني لبعض الأمرض مثل مرض جريفز.
تشخيص فرط نشاط الغدة الدرقية
يعتمد تشخيص هذا المرض على معرفة الأعراض. إذا شكّ الطبيب في فرط نشاط الغدة الدرقية بسبب الأعراض تكون الخطوات التالية:
١-الفحص الجسدي:
-عند فحص العينين قد يجد أنها جاحظة.
-عند فحص الجلد قد يجده دافئاً رطباً.
-عند فحص اليدين قد يجد رعشة.
-عند اختبار رد الفعل الجسدي سيجد أنه مبالغ فيه.
-عند فحص منطقة الغدة الدرقية في الرقبة سيجد أنها متضخمة.
– عندما يستمع الطبيب بسماعته الطبية قد يجد زيادة سرعة ضربات القلب.
٢-التحاليل:
١-فحص مستوى الهرمون الدرقي (T4, T3)
٢-فحص مستوى الهرمون المحفز للغدة الدرقية (TSH)
عادة يكون نتيجة الاختبارين هي وجود ارتفاع في مستوى الهرمون الدرقي وانخفاض مستوى الهرمون المحفز للغدة الدرقية (TSH).
لكن في بعض الأحيان يكون مستوى الهرمون الدَرَقي طبيعي ومستوى الهرمون المحفز للدرقية منخفض، وهذه حالة قد تستدعي أيضاً التدخل الطبي ولا يجب إهمالها.
وهناك اختبارَين يمكن إجراؤهما لمحاولة التعرف على سبب زيادة نشاط الغدة:
٣-اختبار اليود المُشعّ:
حيث يأخذ المريض جرعة من اليود ثم يتم متابعة وصولها للغدة الدرقية، فإذا احتفظت الغُدّة باليود يكون الأرجح أن السبب هو مرض جريفز أو وجود عُقيدات.
وإذا بقي اليود في الدم يُرجح أن السبب التهاب في الغدة الدرقية.
٤-أشعة فوق صوتية:
تسهل التعرف على وجود عُقيدات، وتتميز عن الاختبار السابق بعدم الحاجة لاستخدام مادة مشعة تدخل الجسم أثناء الاختبار.
علاج فرط نشاط الغدة الدرقية
يتنوع علاج هذا المرض بين الأدوية وأخذ اليود المُشع وعمل جراحة استئصالية:
١-الأدوية المُثبّطة للغدة الدرقية:
مثل ميثيمازول، وبروبايل ثيويوراسيل. تُحقّق هذه الأدوية تحسناً في الأعراض خلال عدة أسابيع أو شهور، وتُؤخذ لمدة من ١٢إلى ١٨ شهراً ثم يتم تقليل الجرعة تدريجياً إلى حين التوقف.
٢-مضادات مستقبلات البيتا:
مثل بيسوبرولول وغيره. وهي ليست علاجاً للمرض، ولكنها تغلق المستقبلات التي يعمل عليها الأدرينالين والنور أدرينالين، مما يقلل الأعراض المرتبطة بزيادة نشاطَيهما، مثل رعشة اليدين وسرعة ضربات القلب.
٣-اليود المُشعّ:
وهو يساعد على تثبيط نشاط الغدة الدرقية، ويحقق تحسناً في الأعراض خلال شهور. قد يتسبب اليود في ضعف نشاط الغدة الدرقية مما يتطلب علاجاً لذلك.
٤-استئصال الغدة الدرقية أو جزئاً منها:
وهو ليس الخيار الشائع وغير مفضل اللجوء إليه إلا في بعض الحالات مثل الحوامل، ومن لديه موانع من استخدام الأدوية المثبطة للغدة الدرقية ولا يريدون أو يستطيعون أخذ اليود المُشعّ.
قد يحتاج من استَأْصل الغدة الدرقية أيضاً إلى دواء ليفوثيروكسين لعلاج ضعف نشاط الغدة الدرقية.
المصادر
إخلاء مسؤولية
كل المقالات المكتوبة في موقع الصحة غرضها معلوماتي فقط، وليس للاعتماد عليها في التشخيص أو العلاج أو التصرّف بناءاً عليها كبديل عن طلب الرعاية الصحّية من المُختصّين.