مرض الزهري

مرض الزهري هو عدوى بكتيرية تنتقل من شخص إلى آخر في الغالب عن طريق التلامس الجنسي.

تظهر العدوى في صورة قُرحة في الأعضاء التناسلية أو في فتحة الشرج، وربما تظهر في الفم أو على الشفتين. 

يعتمد تشخيص الزهري على الأعراض بالإضافة إلى أخذ مسحة من السائل الذي يصدر من القرحة لتحليله في الجهاز المختص. أما العلاج فيعتمد بشكل أساسي على المضادات الحيوية.

 يتسبب الزهري في مضاعفات قوية في حالة عدم علاجه، لذلك يجب علاجه حتى لو اختفت أو خفتت الأعراض بدون علاج، منعاً للتفاقم.

في هذا المقال سنتحدث عن ما هو مرض الزهري، وأسباب حدوثه، وأعراضه، وكيفية تشخيصه وعلاجه.

ما هو مرض الزهري

مرض الزهري هو عدوى بكتيرية تنتقل بالتلامس الجنسي في أكثر الأحوال، وهذه البكتيريا تُسمى (تِربونيما باليدَم). 

حول العالم تم تشخيص أكثر من ثمانين ألف حالة بهذا المرض، وبالطبع تزداد مع تقنين البغاء حيث تصل نسبة المصابين في العاملين به إلى أكثر من ١٠%.

وكذلك مع اللواط (أي ممارسة الجنس مع نفس النوع) حيث كان أكبر عدد من الحالات في عام ٢٠١٦ من نصيب هذه الحالات.

 من غير المعروف ما هو أصل هذا المرض وكيف بدأ، ولكن البعض يُرجّح أنه كان موجوداً على الأقل قبل عام ١٤٩٢م.  

اسباب مرض الزهري

يحدث الزهري نتيجة انتقال بكتيريا تُسمى (تِربونيما باليدَم)، من خلال عدة طرق:

١- التلامُس الجنسي:

 كما بين اليدين أو الفم  والأعضاء الجنسية.

٢- الحُقَن غير المُعقَّمة:

مثال ذلك:  إعطاء دواء لشخص من خلال حقنة استعمَلَها شخص آخر مُصاب بالزهري. 

٣- من الأم إلى الجنين في بطنها:

 يتسبب ذلك في طيف متنوع من النتائج ما بين الإجهاض أو ولادة الطفل مبكراً عن الطبيعي أو ولادته ميتاً أو ولادته بوزن أقل من الطبيعي أو موته بعد الولادة بقليل.

اعراض مرض الزهري

تبدأ أعراض مرض الزهري بالظهور بعد فترة حضانة للبكتيريا تتراوح ما بين ١٠ إلى ٩٠ يوماً. هناك ثلاثة مراحل من الأعراض لا تظهر دائماً بالترتيب وقد تتداخل معاً:

١- المرحلة الأولى:

 تظهر قُرحة واحدة صغيرة غير مؤلمة على القضيب/المهبل أو حول فتحة الشرج. في أحيان قليلة تكون هناك أكثر من قرحة.

وفي أكثر الأحيان يصعب رؤية القرحة الواحدة لكونها غير مؤلمة وصغيرة، وربما تتواجد بصورة غير ملحوظة بين ثنايا المهبل.

هذه المرحلة الأولى يُطلق عليها الزهري الأوّلي، وهي مرحلة قصيرة تتراوح بين ٣ إلى ٦ أسابيع فقط ثم تزول القُرحة تلقائياً بدون علاج. 

٢- المرحلة الثانية:

تُسمى هذه المرحلة بالزهري الثانوي، وتبدأ أعراض هذه المرحلة في الظهور بعد أسبوعين إلى ٨ أسابيع من اختفاء القرحة وانتهاء المرحلة الأولى.

 تتنوع أعراض هذه المرحلة ما بين أعراض جلدية وأخرى غير جلدية. تشمل الأعراض الغير جلدية: ألم في العضلات، التهاب في الحلق، فقدان وزن، تورُّم العُقَد الليمفاوية.

 أما الأعراض الجلدية فتتنوع بين تساقط الشعر، وظهور طفح جلدي حول الخصر أو راحة اليد أو باطن القدم، وظهور قرح تشبه الثؤلول في الفم أو المناطق التناسلية. 

كل هذه الأعراض الجلدية شديدة العدوى لأنها تحمل أعداداً كبيرة من البكتيريا المسئولة عن الزهري. 

في حال عدم علاج المرض في المرحلة الأولى أو الثانية يدخل المرض في مرحلة كُمُون، أي تختفي الأعراض ويظن المريض أنه شُفي، ولكن في الحقيقة تظل البكتيريا داخل الجسم.

 ويظلّ المريض مُعدياً لمدة سنة على الأقل، ويظلّ المريض مُعرّضاً لحدوث مضاعفات خطيرة حتى ولو بعد عدة سنوات من الدخول في مرحلة الكُمُون.

٣- المرحلة الثالثة: 

تُسمّى الزهري الثالُثي، وتظهر بعد مرحلة كُمُون تستمر شهور أو سنوات، وليست أعراضها هيّنة كالأولى والثانية، بل تلحق أضرار كبيرة بالدماغ أو العينين أو الأعصاب أو الكبد أو الأوعية الدموية أو القلب أو المفاصل.

يُصاب بهذه المرحلة ٢٥ إلى ٤٠% من مرضى الزهري الذين لم يتلقُّوا العلاج.

تشخيص مرض الزهري

يعتمد تشخيص الزهري على اختبارين:

١- اختبار فحص الأجسام المضادة:

هو اختبار دم، وفيه يتم فحص وجود الأجسام المضادة التي ينتجها الجهاز المناعي للجسم كإجراء دفاعي ضد البكتيريا تِربونيما باليدَم.

 يمكن إجراء هذا الاختبار حتى في المرحلة الكامنة أو المرحلة الثالثة وذلك لأن الأجسام المضادة لهذه البكتيريا تظل في الدم لسنوات ويمكن رصدها.

٢- أخذ عيّنة سائلة: 

يتمّ أخذ سائل من قُرحة ووضعه تحت الميكروسكوب. في حال رأى المُختصّ البكتيريا في السائل يقوم بتشخيص الحالة على أنها زهري مباشرةً. 

توجد نقطة سلبية لهذا الاختبار هي أنه قد تفوته بعض النتائج الإيجابية للمرضى (أي لا تظهر البكتيريا رغم المرض).

يحدث ذلك عندما يقوم المريض بوضع مضاد حيوي موضعي على القرحة، مما يتسبب في قتل البكتيريا ولكنها موجودة بالطبع داخل الجسم.

كيفية علاج مرض الزهري

-يعتمد علاج الزهري على مضاد حيوي ينتمي لعائلة البنيسلين. العلاج الأساسي المُفضَّل لأكثر حالات الزهري هو بينزاثين بنسلين طويل المفعول.

-بعض حالات الزهري، كالتي تُعاني من الزهري في الأعصاب أو العينين يكون الاختيار الأفضل لها هو البنسلين المائي.

-جدير بالذكر أن العلاج يكون أسهل كلما كان مبكراً، وكلما تأخر العلاج كانت المضاعفات أكثر واحتمالية نجاح العلاج تكون أقل.

-إذا كان المريض يعاني حساسية من البنسلين، سيقترح الطبيب دواء آخر مناسب، أو يوصي بإجراءات تساعد الجسم على التعود على البنسلين مع الوقت. 

مرض الزهري في النساء الحوامل

 في الحوامل يكون البنسلين هو العلاج الوحيد المُوصَى به.

لذلك يقوم اختصاصي مناعة بإعطاء كميات صغيرة من البنسلِّن كل ١٥ إلى ٢٠ دقيقة لمدة ٤ ساعات تقريباً، وهذا يُسمّى بإجراء إزالة حساسية البنسلِّن.

المصادر

مايوكلينيك

إم إس دي مانيوال

إخلاء مسؤولية

كل المقالات المكتوبة في موقع الصحة غرضها معلوماتي فقط، وليس للاعتماد عليها في التشخيص أو العلاج أو التصرّف بناءاً عليها كبديل عن طلب الرعاية الصحّية من المُختصّين.

موضوعات ذات صلة