مرض الانسداد الرئوي المزمن

الانسداد الرئوي مرض التهابي يصيب الرئتين ويُسبّب صعوبة في خروج الزفير.

 يُعدّ الانسداد الرئوي أحد أكثر الأمراض انتشاراً في العالم، وقُدِّر في بعض الأوقات أنه ثالث أكثر الأمراض انتشاراً في العالم وتسبّباً في الوفاة.

 التقديرات أنه في عام ٢٠١٩ أنه أدى إلى وفاة ٣.٢٣ مليون شخص حول العالم، وأصاب ٤٨٠ مليون شخص في ٢٠٢٠.

للانسداد الرئوي عدة أسباب ولكن أبرزها هو التدخين، حيث يعتبر التدخين هو السبب لأكثر من ٧٠% من الحالات.

يؤدي الانسداد الرئوي إلى أعراض مزعجة مثل ضيق التنفس والكحة المستمر ووجود بلغم في الصدر.

في هذا المقال سنتحدث عن أسباب الانسداد الرئوي المزمن، وأعراضه، وكيفية تشخيصه وعلاجه، والمضاعفات الناتجة عنه.

أسباب الانسداد الرئوي المزمن

هناك أسباب متعددة تؤدي للسدّة الرئوية ومنها:

١-التدخين:

يتسبب التدخين في أكثر من ٧٠% من حالات الانسداد الرئوي.

ويؤدي لهذا المرض من خلال عمل بيئة التهابيّة في الرئة وزيادة مستوى الإجهاد التأكسدي (Oxidative stress).

كما يُؤدي لزيادة مستوى الإنزيمات المُحلّلة للبروتين وتقليل مستوى الإنزيمات المضادة لذلك. 

٢-التعرض للغازات الضارة:

التعرض المستمر لمدد طويلة للغازات الضارة مثل الناتجة في المصانع وغيرها، يؤدي لتضرر الرئتين وحدوث الانسداد الرئوي.

٣-التعرض للمدخنين:

لا يقتصر ضرر التدخين على صاحبه فقط، ولكنه يطول كل المجاورين له، والتعرض والتعامل المستمر لمدد طويلة مع المدخنين ينتج آثار مشابهة للتدخين.

٤-نقص إنزيم ألفا-١ المضاد للتربسين:

يعتبر نقص هذا الإنزيم نتيجة مرض جيني، ويؤدي نقصه إلى تدمير أنسجة الرئتين لأن وجوده له دور يمنع من ذلك.

هناك أيضاً عوامل خطورة تساهم في رفع فرص الإصابة بالسدة الرئوية مثل:

١-تأثير تدخين الحامل على الجنين.

٢-الولادة المبكرة لأنها تؤدي لعدم اكتمال نمو الرئتين.

٣-حساسية الصدر.

٤-العدوى المزمنة مثل السُّلّ.

اعراض الانسداد الرئوي المزمن

يؤدي الانسداد الرئوي المزمن لعدة أعراض مزعجة مثل:

١-ضيق في التنفّس.

٢-يزداد هذا التضيّق مع الزمن.

٣-يزداد التضيق مع عمل مجهود بدني.

٤-كحّة مزمنة.

٥-يأتي مع الكحة بلغم لزج غالباً، لكن أحياناً تكون جافة.

٦-صوت أزيز في الصدر.

٧-وجود البلغم بشكل مزمن حتى بدون كحة.

٨-حدوث عدوى متكررة في الجهاز التنفسي السفلي (القصبة الهوائية والشعب الهوائية والرئتين).

تشخيص الانسداد الرئوي المزمن

يعتمد تشخيص الانسداد الرئوي على الأعراض التي ذُكرت بالأعلى، وكذلك على:

١-الفحص الجسدي:

هناك بعض العلامات الخاصة التي يراها الطبيب أثناء تنفّس المريض، وكذلك يستمع بالسمّاعة لصدر المريض ليستمع للعلامات المُميّزة لصوت الرئة أثناء التنفّس. 

هناك أيضاً علامات أخرى تدل على وجود مرض: فشل الجانب الأيمن من القلب، الذي يترافق أحياناً مع الانسداد الرئوي.

٢-معرفة التاريخ المرَضي العائلي:

وجود تاريخ عائلي بالإصابة بالانسداد الرئوي لأشخاص غير مُدخنين قد يدل على احتمال وجود انسداد رئوي ناتج عن نقص إنزيم ألفا-١ المضاد للتربسين.

يعتبر نقص هذا الإنزيم حالة وراثية.

٣-اختبارات تصويرية:

مثل عمل أشعة إكس على الصدر، ويساعد ذلك على استبعاد الأمراض الرئوية الأخرى، وأمراض القلب، ويتعرف على وجود انتفاخ في الرئة حيث قد يعني ذلك وجود انسداد رئوي.

٤-بعض الاختبارات:

هناك اختبارات أخرى مثل:

١- اختبار قياس التنفس:

 يقيس هذا الاختبار كمية الهواء الخارج أثناء الزفير.

 يُقارن بين كمية الهواء الخارجة أثناء الزفير في ثانية واحدة، وكمية الهواء الخارجة أثناء الزفير بعد أقوى شهيق. يساعد هذا في تقييم مدى كفاءة الرئتين.

٢-تحليل مستوى إنزيم ألفا-١ المضاد للتربسين:

يُنصح به عند الشك في وجود سدة رئوية برغم عدم التدخين، ولمن هو أصغر من ٤٠ عاماً، لأن حدوث الانسداد يحدث عادةً بعد هذا السن عند المدخنين.

علاج الانسداد الرئوي المزمن

-ليس هناك علاج قادر على استعادة كامل أو معظم وظيفة الرئة، فما تضرر منها من الصعب استعادته.

-ليس هناك علاج قادر على استعادة كامل أو معظم وظيفة الرئة، فما تضرر منها من الصعب استعادته. 

هناك علاج غير دوائي وعلاج دوائي يجب اتباعهما للحفاظ على ما تبقى من وظيفة الرئة وإحداث تحسن نسبي.

 وهو أهم خطوة علاجية لإيقاف تدهور الرئة وحدوث بعض التحسّن في الأعراض. هناك أيضاً أدوية تُساعد على إيقاف التدخين مثل بوبروبيون وغيره.

-يتضمن العلاج الغير دوائي:

١-إيقاف التدخين:

٢-تدريبات إعادة تأهيل الرئة:

هي عبارة عن تدريبات لستة أسابيع على الأقل تساعد على تحسين نسبي لوظائف الرئة.

٣-عمل جراحة:

يمكن عمل جراحة لاستئصال الأجزاء المتضررة من الرئة، التي تُعدّ عبئاً عديم الفائدة، مما يُسهّل عمل الأجزاء غير المتضررة.

وفي الحالات المُتقدمة يمكن عمل جراحة لزرع رئة بديلة عن التالفة.

٤-العلاج طويل المدى بالأكسجين:

يكون ذلك للحالات المتقدمة التي تعاني من فشل مُزمن في التنفس.

٥-التطعيمات:

يُنصح بأخذ تطعيم الإنفلونزا وتطعيم الالتهاب الرئوي لكل من تنطبق عليهم شروطه، لأن حدوث عدوى تنفسية قوية تُفاقم مرض السدة الرئوية.

يتضمن العلاج الدوائي:

١-البخاخات المُوسعة للشعب:

مثل سالبوتامول، وفورمتيرول، وإبراتروبيوم، وتيوتروبيوم.

تقوم هذه البخاخات بتوسيع الشعب الهوائية.

 هناك أدوية قصيرة المدى وأخرى طويلة المدى، وهناك أدوية سريعة المفعول، وأخرى بطيئة المفعول.

٢-البخاخات المُحتوية على كورتيكوستيرويد:

مثل فلوتيكازون وبيوديزوانيد. يُمنع استخدام هذه الأدوية بالذات في حال وجود عدوى سابقة في الرئتين كالالتهاب الرئوي والسُّلّ. 

يمكن  الاستخدام في حالات قليلة مثل وجود حساسية صدر مرافقة للسدة الرئوية، أو ارتفاع مستوى خلايا اليوزينيّة في تحليل صورة الدم الكاملة.

٣-مذيب البلغم:

مثل أسيتايل سستايين وكاربو سستايين وإردوستاين. تساعد هذه الأدوية على طرد البلغم من الصدر. ويُمنع استخدام مُهدّئات السُّعال حتى لا يظل البلغم في الصدر.

٤-مُوسّعات الشُعب (من غير البخاخات):

مثل تيربيوتالين، وسالبوتامول. توجد هذه الأدوية في صورة شرب عادةً، وبصورة أقل في الأقراص.

٥-مضاد حيوي:

بعض المضادات الحيوية مثل إريثرومايسِن، وأزيثرومايسِن تلعب دورا وقائياً حيث وُجد أنها تقلل عدد النوبات الحادة التي تصيب مرضى الانسداد الرئوي.

٦-إنزيم ألفا-١ المضاد للتربسين:

يُعطى في الوريد أسبوعياً لمن يعاني من نقص هذا الإنزيم. ويُعتبر دواءاً باهظ الثمن، لذلك لا يؤخذ لمرضى السدة الرئوية الذين لا يعانون من نقصه.

٧-دواء روفلوميلاست:

يحسن هذا الدواء من وظيفة الرئة نسبياً، ويقلل من عدد النوبات الحادة. ولا يعمل هذا الدواء من خلال توسيع الشعب الهوائية.

مضاعفات الانسداد الرئوي المزمن

هناك عدة مضاعفات للسدة الرئوية مثل:

١-حدوث عدوى رئوية.

٢-الإصابة بسرطان الرئة.

٣-مرض ارتفاع ضغط الدم الرئوي.

٤-فشل القلب في الجانب الأيمن.

المصادر

١-موقع الصيادلة الأمريكيين

٢-ستات بيرلز

٢-مايو كلينك

إخلاء مسؤولية

كل المقالات المكتوبة في موقع الصحة غرضها معلوماتي فقط، وليس للاعتماد عليها في التشخيص أو العلاج أو التصرّف بناءاً عليها كبديل عن طلب الرعاية الصحّية من المُختصّين.

موضوعات ذات صلة