مرض السل

مرض السل هو مرض قديم تُسبّبه بكتيريا تسمى المُتفطّرة السليّة (Mycobacterium tuberculosis)، تنتقل من خلال الرذاذ أثناء الكحة أو العطس.

 تنتقل هذه البكتيريا بسهولة وتُسبّب عدوى أولية، ولكنها تظل كامنة حتى تنشط بعد شهور أو سنوات فتسبب مرض السل الخطير. 

يؤثر السل بشكل أساسي على الرئتين، ولكن يمكن أن يؤثر على أجزاء أخرى في الجسم كالعظام. ويعتمد علاج السل بصورة رئيسية على المضادات الحيوية.

في هذا المقال سنتحدث عن ما هو مرض السل، وما هي عوامل الإصابة به، وأعراضه، وكيفية تشخيصه وطرق علاجه.

ما هو مرض السل

مرض السل هو عدوى تسببها بكتيريا تسمى المُتفطّرة السليّة (Mycobacterium tuberculosis)، وهو مرض قديم للغاية حيث يُرجع بعض الباحثين تاريخ ظهوره لآلاف السنين. 

تنتقل هذه البكتيريا من خلال قطرات الرذاذ الصغيرة التي تحدث أثناء العطس والكحة وما شابه. 

لطالما كان يُعدّ السل مشكلة خطيرة حيث تسبب على سبيل المثال في ٣٠% من الوفيات في القارة الأوروبية في بعض الفترات.

 ولكن مع اكتشاف المضادات الحيوية وتطورها وتطور الطب وتوفر الرعاية الصحية تم السيطرة جزئياً على السل وتراجعت نسبة الوفيات منه. 

ثم بعد ذلك ظهرت مشكلة مقاومة المضادات الحيوية، بالإضافة لمرض نقص المناعة المكتسب/الإيدز، مع مشكلات أخرى قديمة ظلت موجودة.

تسبب ذلك في تراجع التحسن في السيطرة على السل، فتُظهر إحصائيات لعام ٢٠٢٠ مليون ونصف وفاة حول العالم بسبب هذا المرض.

يؤثر السل بشكل أساسي على الرئتين، ولكنه يصيب أعضاء أخرى كذلك مثل باقي الجهاز التنفسي، والجهاز العصبي، والجهاز الهضمي، والعظام والعضلات، والجهاز الليمفاوي، والكليتين.

يعتمد علاج السل بشكل رئيسي على عدة مضادات حيوية تُؤخذ في نفس الوقت وذلك لتلافي مشكلة مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية.

عوامل الإصابة بالسل

السل هو في الأساس عدوى بكتيرية، وبالتالي فإن كل ما يتسبب في إضعاف مناعة الجسم يرفع من فرصة الإصابة بالسل في حال مخالطة أحد الحاملين له.

 وهذه بعض العوامل التي تُسبب ضعف المناعة:

-أخذ أدوية من عائلة الأدوية المثبطة للمناعة.

-أخذ دواء من عائلة الكورتيكوستيرويدات.

-مرض السكري.

-مرض الكلى في مراحل متأخرة.

-مرض الإيدز/نقص المناعة المكتسب.

كذلك هناك بعض فئات من الناس يكثر فيها الإصابة بالسل مثل:

-الأطفال الأقل من ٥ سنوات.

-مدمني بعض الأدوية التي تستخدم بالحُقن.

-من لديهم اختلاط بمرضى السل كالعائلة والأصدقاء.

-العاملون في القطاع الطبي عامةً، لاسيما الأطباء المختصون في علاج العدوى، وقسم التمريض، والمتخصصون في العلاج والاهتمام مرضى نقص المناعة المكتسب.

أعراض السل

يصيب السل الرئتين بشكل أساسي، ولكنه قد يصيب أعضاء أخرى في بعض الأحيان، ولذلك تختلف الأعراض بحسب العضو المُصاب:

١-في حالة إصابة الرئتين:

-سعال لمدة عن ٣ أو ٤ أسابيع.

-قد يكون السعال مصحوباً بخروج دم.

-ألم في الصدر.

-فقدان في الوزن دون إرادة من المريض.

-ارتفاع درجة حرارة الجسم، وتعرّق ليلاً.

-إرهاق عام.

٢-إذا أُصيبت الكلى:

-لا تكون هناك أعراض في البداية.

-مع تطور المرض يبدأ ظهور ألم في مكان الكليتين.

-ووجع أثناء التبول وربما يظهر دم.

-وفي تحليل البول يظهر صديد وكرات دم حمراء.

٣-إذا أُصيبت العُقَد الليمفاوية:

-إرهاق عام وارتفاع الحرارة

-تورم العُقَد الليمفاوية المصابة، وغالباً تكون العُقَد التي في الرقبة هي المصابة.

وتختلف الأعراض إذا أُصيبت أعضاء أخرى.

تشخيص السل

يعتمد تشخيص السل على  سؤال المريض عن الأعراض التي يعاني منها.

 فإن كانت مطابقة أو قريبة من أعراض السل يقوم الطبيب بعمل وطلب عدة اختبارات، وهي:

١باستخدام السماعة الطبية:

الاستماع إلى صدر المريض أثناء التنفس.

٢اختبار للجلد يتم فيه حقن الجلد بمادة تسمى (Tuberculin):

ينتج عنه احمرار الجلد والتهابه وارتفاعه عن مستواه الطبيعي حال وجود عدوى.

 وبحسب حجم الجلد المرتفع تتحدد نتيجة الاختبار فإذا كانت نتيجة إيجابية فهذا يعني أن غالباً هناك عدوى سل كامنة أو نشطة في الجسم.

٣- سحب عينة من الدم:

 والتحقق إذا كانت الخلايا المناعية تستطيع التعرف على بكتيريا السل، فإذا كانت النتيجة إيجابية فهذا يعني وجود عدوى سل كامنة أو نشطة.

٤عيّنة بلغم:

 لفحص وجود بكتيريا السل، لكن تخصص هذا الاختبار ليس كبيراً لأن هناك بكتيريا أخرى ذات خصائص مشابهة للمتفطرة السلية، مما يصعب الجزم بالنتيجة.

٥-أشعة سينية على الصدر:

حيث يُظهر وجودُ بقع ذات نمط معين على الرئتين وجودَ عدوى (نشطة).

٦-تفقد العقد الليمفاوية والبحث عن وجود ورم:

وذلك إذا كان هناك شك في وجود سل في الجهاز الليمفاوي.

٧-اختبار بول:

 إذا كان هناك شك في وجود سل في الكليتين.

٨-أخذ عينة من السائل النخاعي الدماغي:

 إذا كان هناك شك في وجود سل في الجهاز العصبي.

علاج السل

في البداية يجب التفرقة بين علاج العدوى الكامنة وعلاج العدوى النشطة.

 العدوى الكامنة تكون بلا أعراض تقريباً ولا تؤثر على حياة المريض، ولكن تكمن خطورتها في إمكانية تحولها لعدوى نشطة في أي وقت.

 في بعض الأحيان تكون فرص تحولها لعدوى نشطة كبيرة، مثل أن يكون المريض ضعيف المناعة، أو من المتوقع أن تضعف مناعته لسبب ما.

أيضاً ترتفع فرص تحولها لعدوى نشطة إذا كان المريض يخالط حالات سل نشطة، كأن يكون طبيباً مختصاً أو يكون أحد معارفه مصاباً بالسل. 

هنا (عند زيادة احتمال تنشيط السل الكامن) يجب التدخل العلاجي، وهو علاج يعتمد على المضادات الحيوية، كما هو الحال في العدوى النشطة.

ولكن عادةً تكون المدة أقصر حيث يُكتفى ب ٣ أو ٤ أشهر فقط، وكذلك قد يكون عدد المضادات الحيوية المستخدمة أقل، فبعض الحالات تُعالَج بدوائين فقط.

أما العدوى النشطة فيكون علاجها أطول، إما ٤ أو ٦ أو ٩ أشهر، وقد يكون العلاج بأربعة أدوية.

من ضمن المضادات الحيوية المُرشحة للاستخدام في علاج السل:

١-ريفامبين.

٢-ريفابيوتين.

٣-ريفابنتين.

٤-بيرازينامايد.

٥-ايثامبيوتول.

٦-أيزونيازيد.

المصادر

١-مايوكلينك

٢-سي دي سي

٣-ساينس دايركت ١

٤-ساينس دايركت ٢

تنبيه هام

كل المقالات المكتوبة في موقع الصحة غرضها معلوماتي فقط، وليس للاعتماد عليها في التشخيص أو العلاج أو التصرّف بناءاً عليها كبديل عن طلب الرعاية الصحّية من المُختصّين.

موضوعات ذات صلة